الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حديث (العبادة في الهرج كهجرة إلي) هو حديث صحيح أخرجه الإمام الترمذي يرحمه الله من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه والحديث هذا سببه أن الناس في ذلك الزمن كانوا يفرون من ديار الكفر وأهلها إلى ديار الإسلام وأهله يفرون بدينهم حفاظاً عليه وحفاظاً على توحيدهم ولهذا أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن العبادة في الهرج والمراد بالهرج الفتن والقتل والفساد. فالإنشغال في العبادة في وقتها قال: (كهجرة إليّ) بمعنى كثواب من هاجر من مكة إلى المدينة المنورة يوم أن كانت الهجرة من مكة إلى المدينة واجبة وعلى هذا فمن قام بكثرة العبادة في وقت الفتن وفساد الناس واشتغل بطاعة الله عن رغائب الدنيا وزخرفها فله هذا الأجر وهو كهجرة إلي أي كمن هاجر من مكة يريد المدينة المنورة مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فراراً بدينه من أذى كفار مكة فيكون ممن انشغل بالطاعات والقربات في زمن الفتن والقتل والاختلاف والفساد. فقد شبهه النبي صلى الله عليه وسلم كمن هاجر إليه في الزمن السابق يوم فتنة كفار قريش في مكة وأذاهم للمسلمين.
وهذا الحكم في كل زمن يحصل فيه على الناس الاختلاف والقتل والفساد في دينهم وعقائدهم وأخلاقهم فله ترك كل ذلك والإنشغال بالطاعات وإن قدر على دعوتهم فهو حسن مع انشغاله بالطاعات عن فتنتهم.