اختلاف في وقت صلاة الفجر

[المها للحق]

ذكر لي أنه في بعض المجالس أصبح النقاش الحاد في وقت صلاة الفجر حيث ذكر أحدهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن دخول وقتها حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وعلى ذلك أن المؤذنين اليوم يؤذنون قبل الوقت ماتقول في هذا الكلام ياشيخ جزيت خيرا.

[الشيخ عيسى]

وقت صلاة الفجر فهو كما جاء في الحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال أن رجلاً سأل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلاة فقال : صل معنا هذين الوقتين فلما زالت الشمس أمر بلالاً
فأذن ثم أمره فأقام الظهر ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية ثم أمره فأقام المغرب حين
غابت الشمس ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر فلما أن
كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر وأمر أن يبرد بها وصلى العصر والشمس مرتفعة آخرها فوق الذي
كان وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق وصلى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل وصلى الفجر
فأسفر بها ثم قال أين السائل عن وقت الصلاة ؟ . فقال الرجل أنا يا رسول الله , قال :
( وقت صلاتكم ما بين ما رأيتم ) .
هذا من ناحية وقت الصلاة .
أما الآذان لوقت صلاة الفجر فقد أخرج الإمام البخاري رحمه الله من حديث عائشة رضي الله عنها
أن بلالاً كان يأذن بليل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ,
فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر .
قال القاسم لم يكن آذانهما إلا أن يرقى ذا وينزل ذا .
قال ابن عبد البر رحمه الله : أجمع العلماء على أن وقت صلاة الصبح طلوع الفجر الثاني إذا تبين
طلوعه وهو البياض المنتشر من أفق المشرق والذي لا ظلمة بعده .
فالذي يُجزم به أن وقت آذان الفجر يكون بطلوع الفجر الصادق وهو البياض المنتشر , وهذا يضبطه
أهل المعرفة بهذا البياض .
أما إختلاف الناس في هذا اليوم في دخول وقت صلاة الفجر فهذا يرجع إلى أن تقويم أم القرى متقدم إلى
أربع دقائق ونحوهما على ما ذكر والصواب في مثل ذلك أن هذه الأمور تحتاج إلى الرجوع فيها إلى
المجلس الفقهي لدراستها بدل الخوض فيها أوفي أشياء قد تحدث بلبلة للناس ثم عليهم أن يرجعوا إلى
الحديث الصحيح وهو البياض المنتشر في الحديث السابق .