الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القول بأن المرأة لا تخدم في بيت زوجها هذه من المؤامرة على البيت الإسلامي من أعداء هذا الدين فالقول لا تجب خدمتها لزوجها على ما ينشر الآن نقيض للرعاية والتذمم بين الزوجين
فخدمتها لزوجها مع إنفاقه عليه ولطفه بها هي من باب المودة والرحمة مع زوجها ومن مقتضى السكن الذي قال الله عز وجل به في كتابه ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها )
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( والمرأة راعية في بيتها )
وكذلك على الرجل إعانة زوجته فالرسول صلى الله عليه وسلم كان في خدمة أهله وهذا مما يدل على أن المرأة شريكة في مصالح البيت هو يسعى ويحضر معاشهم وهي تخدم من باب الوفاق والسكنى والرحمة ومن ثم لا يشق على المرأة في ذلك فما شاقاً عليها تعفى منه وإنما هي في الأشياء التي يمكن تكون رعاية للبيت مع عدم الإلتزام التام وعلى ذلك فلا سعادة ولا وفاق ولا استقامة لحياتها الزوجية إلا خدمة المرأة لزوجها من باب المعروف لكونه يسعى لها بالإتفاق والحماية وهذا من وظائف الزوجة في بيت زوجها حيث قيامها بحق زوجها من الخدمة بالمعروف فهذه الخدمة طبيعية ومشتركة بينهما لهذا كان نساء الصحابة يقمن بهذه الخدمة بلزوم الوفاء والرعاية والحن .
روى الإمام مسلم يرحمه الله عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : ( كنت أخدم الزبير خدمة البيت )
فالخلاصة أن هذه الخدمة بُنيت على مبدأ التعارف والوفاء بينهما .
والعلماء على قولين في هذه الخدمة :
الأول : يرى الأئمة الأحناف والشافعية رحمهم الله أن هذه الخدمة ليست واجبة كغسل ثيابه وطبخ طعامه ونحو ذلك وقالوا عقد النكاح لا يقتضى ذلك .
القول الثاني : هو القول بوجوب خدمة المرأة لزوجها فيما تستطيعه من الخدمة الطبيعية في البيت ولهذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اشتكت فاطمة ما تلقاه من الخدمة لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي لا خدمة عليها لأن هذا الأمر فطري بين الزوج وزوجته هو يعمل لمعاشها وهي تخدمه في بيته دون مشقة فالقول الثاني هو المعهود عند كثير من الفقهاء والعلماء .
ولهذا نجد أن المرأة الصالحة الراغبة لسبيل الجنة هي التي تؤدي حق زوجها بالمعروف مقابل ما يبذله لها من تحقيق مصالحها .