إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-29-2010, 03:14 PM   #1
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,143
افتراضي المنهل المشروب في صيام النفل المشروع

المنهل المشروب في صيام النفل المشروع

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين المنهل المشروب في صيام النفل المشروع

فضائل الصوم عامة
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يقول الله عز وجل إنما ترك شهواته وطعامه وشرابه وطعامه وشرابه من اجلي فالصيام لي وأنا اجزي به ) .
وروى الشيخان : البخاري ومسلم رحمهما الله عن سهل بن سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه احد غيرهم يقال أين الصائمون؟ فيقومون فيدخلون فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه احد ) .
وروى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) .
وروى الإمام النسائي رحمه الله تعالى عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام يوماً في سبيل الله عز وجل باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام ) .
وروى أبو داود والترمذي والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ).
وروى الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الصيام أفضل بعد رمضان ؟ قال : (شهر الله المحرم) .
وروى ابن أبي شيبة عن النعمان بن سعيد رضي الله عنه قال : أتى علياً رجل فقال : يا أمير المؤمنين اخبرني بشهر أصومه بعد رمضان . فقال : لقد سألتني عن شيء ما سمعت احد يسأل عنه بعد رجل سمعته يسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (أن كنت صائماً شهراً بعد رمضان فصم المحرم فانه شهر الله وفيه يوم تاب فيه قوم ويتاب فيه آخرين) .
وله ايضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الصيام أفضل بعد رمضان فقال : (شهر الله الذي يدعونه المحرم) .
ما جاء في صيام يوم عاشوراء
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم يسن صومه عند جماهير العلماء سلفاً وخلفاً وذكر ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى في كتابه (إتحاف أهل الإسلام) قال : قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى عاشوراء معدول من عاشر للمبالغة والتعظيم . وهو في الأصل صفة لليلة العاشر لأنه مأخوذ من العشر الذي هو اسم للعقد واليوم يضاف إليها .
فإن قيل يوم عاشوراء فكأنه قيل يوم الليلة العاشرة إلا أنهم لما عدلوا عن الصيغة غلبت عليه الاسمية فاستغنوا عن الموصوف وحذفوا الليلة وعلى هذا فيوم عاشوراء العاشر .
روى البخاري ومالك وأبو داود والترمذي رحمهم الله تعالى قالت عائشة رضي الله عنها : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان قال : (من شاء صامه ومن شاء تركه) .
وقال القرطبي رحمه الله تعالى ولعل قريشاً استندوا في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السلام ويؤيده أنهم كانوا يعظمون ذلك اليوم بكسوة الكعبة .
وكذلك اليهود والنصارى في ذلك الزمن يعظمون هذا اليوم ويصومونه لما رواه الإمام مسلم وأبو داود رحمهم الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله انه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال : (إذا كان العام المقبل أن شاء الله صمنا اليوم التاسع) فلم يأتي العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
فضيلة صيام هذا اليوم :
روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلية وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية) .
وروى الائمة البخاري ومسلم والبيهقي واحمد رحمهم الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم ، يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان) .
مراتب صيام يوم عاشوراء :
ذكر العلماء أن صيام عاشوراء له ثلاث مراتب :
الأولى : صوم التاسع والعاشر .
الثانية : صوم العاشر .
الثالثة : صوم التاسع والعاشر والحادي عشر .
والأصح صيام العاشر وحده أو صيام التاسع والعاشر لان صيام العاشر هو الأصل والتاسع والعاشر لمخالفة اليهود وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لئن بقيت إلى قابل لاصومن التاسع) .
قال البيهقي رحمه الله تعالى هذا دليل استحباب الشافعي وغيره كأحمد وإسحاق صوم التاسع ايضاً .
وحكمة الجمع بين التاسع والعاشر ما أشار إليه خبر مسلم المذكور من مخالفة اليهود في افراد العاشر وقيل حكمة ذلك الاحتباط لتحصيل عاشوراء ورأى صيام عاشوراء حتى ولو وافق جمعة لان عاشوراء سبب وما كان له سبب فعل في وقت نهيه .
ما جاء في صيام يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة شرع صيامه لغير الحاج وصيامه سنة لما رواه الجماعة رحمهم الله تعالى عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية) .
وفي لفظ رواه الترمذي كما في تحفة الاحوذي عن عبد الله ابن معبد الزماني عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صيام يوم عرفة إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله) .
قال أبو عيسى حديث أبي قتادة حديث حسن وقد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة إلا بعرفة
وروى أبو يعلي رحمه الله عن سهل بن سعيد رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين) .
قال المنذري رحمه الله تعالى رجاله رجال الصحيح .
وروى الطبراني رحمه الله تعالى بإسناد حسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة) .
خلاف العلماء في صوم يوم عرفة لمن كان حاجاً :
ذكر الإمام الحافظ رحمه الله تعالى خلاف العلماء في ذلك فقال ابن عمر رضي الله عنه لم يصومه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان وأنا لا أصومه . أي يقصد وهم في عرفات حجاجاً .
وكان مالك والثوري رحمهما الله يختاران الفطر وكان ابن الزبير وعائشة رضي الله عنهما يصومان يوم عرفة بعرفة .
وقال قتادة رحمه الله تعالى لا باس به إذا لم يضعف عن الدعاء .
قال الشافعي رحمه الله تعالى يستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج فأما الحاج فأحب إلى أن يفطر لتقويته على الدعاء .
وذكر عن الإمام احمد رحمه الله تعالى انه قال أن قدر على أن يصوم صام يعني الحاج وان افطر فذلك يوم يحتاج فيه إلى القوة .
والأكثر من العلماء على أن الحاج بعرفة يترك صوم عرفة ليتفرغ للذكر والدعاء ولان ذلك يحتاج إلى أن ينشط الحاج بعرفة ومن ثم هذه هي السنة .
ما جاء في صيام الستة من شوال
روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح مسلم كما ذكره الشوكاني في نيل الأوطار قال أصحابنا : (والأفضل أن تصام الست متوالية عقب يوم الفطر فان فرقها أو أخرها عن أوائل الشهر إلى آخرة حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدر انه اتبعه ستاً من شوال) .
قال العلماء رحمهم الله تعالى إنما كان ذلك كصيام الدهر لان الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشر أشهر والستة بشهرين .
آراء العلماء في صيام الست من شوال
1- استحب الإمام الشافعي وداود صيامها واستدلوا بالحديث آنف الذكر .
2- كره الإمام مالك وأبو حنيفة صيامها ، قال الشوكاني رحمه الله تعالى : (واستدلا على ذلك بأنه ربما ظن وجوبها .
وقال هو باطل وذكر أن الإمام مالك رحمه الله تعالى استدل بأنه ما رأى أحداً من أهل العلم صامها ) .
ما جاء في صيام داود عليه السلام
داود عليه السلام كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وهذا الصيام سنة لما رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً (أن أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً) .
وفي رواية له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (صم يوماً ولك اجر ما بقي) قال : إني أطيق أكثر من ذلك . قال : (صم أفضل الصيام عند الله صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوماً ) .
وفي رواية لمسلم وأبي داود رحمهما الله تعالى قال : (صم يوما وافطر يوما وهو اعدل الصيام وهو صيام داود عليه السلام) قلت : إني أطيق أفضل من ذلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أفضل من ذلك .
وفي رواية للإمام النسائي رحمه الله تعالى : (صم أحب الصيام إلى الله عز وجل صوم داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ).
وهذا الصيام لمن يقدر عليه أما من حصل له بسببه ضعف أو تركه لعمل واجب أو نحوه فلا يسن له .
ولهذا يقول العلماء : لا ينبغي للإنسان أن يوطن على نفسه عملاً إلا أن علم انه يطيقه عند كبره .



ما جاء في صيام الاثنين والخميس
صوم الاثنين والخميس حكمه سنة لما رواه الترمذي رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس) .
وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) .
وأميل إلى جواز صوم الاثنين دون الخميس لمن رغب صوم يوم الاثنين دون الخميس لما رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه لما سئل عن صوم يوم الاثنين قال : (ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعث أو انزل علىّ فيه ) .
فهذه الأحاديث تدل على استحباب صوم يوم الاثنين والخميس أو صوم يوم الاثنين والخميس أو صوم يوم الاثنين وحده لانهما يومان تعرض فيهما الأعمال .
قال الإمام المباركفوري في التحفة قوله : (تعرض الأعمال) أي على الله (فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) أي طلب الزيادة رفعة الدرجة وقيل : وهذا لا نافي قوله صلى الله عليه وسلم يرفع عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل للفرق بين الرفع والعرض لان الأعمال يجمع في الأسبوع وتعرض في هذين اليومين وفي حديث مسلم (تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء فيقال : انظروا هذين حتى يصطلحان) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى ولا ينافي هذا رفعها في شعبان فقال : انه شهر ترفع فيه الأعمال وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم لجواز رفع الأعمال الأسبوع مفصلة وأعمال العام مجملة .
وكان إبراهيم النخعي يبكي إلى امرأته وتبكي إليه ويقول : اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل . وكان الضحاك يبكي آخر النهار يقول : لا ادري ما رفع من عملي .
وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن العلاء بن المسيب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس .
وله كذلك عن أبي عقبة رضي الله عنه قال : كان أبو هريرة رضي الله عنه يصوم يوم الاثنين والخميس .
وقال حدثنا الثقفي عن برد بن مكحول انه كان يصوم الاثنين والخميس . وكان عمر بن عبد العزيز يصوم يوم الاثنين والخميس .
وقد حدثنا أبو أسامة بن سعيد عن قتادة عن خلاس أن علياً كان يصوم يوم الاثنين والخميس .
قلت : تتبعت كتب أهل العلم في البحث عمن صام الاثنين والخميس فوجدت خلقاً كثيراً من الصحابة والتابعين وغيرهم كانوا يصومون الاثنين والخميس ولهذا يُرغب المسلم لمثل هذا خاصة أن الأعمال تعرض في مثل هذين اليومين .

ما جاء في صيام البيض
الأيام البيض هي الثالث والرابع والخامس عشر من كل شهر عربي . وصيامها سنة لما رواه الإمام النسائي رحمه الله تعالى عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صيام ثلاث أيام من كل شهر صيام الدهر وأيام البيض هي ثلاث عشر وأربع عشر وخمس عشر) .
وفي لفظ عن أبي هريرة رضي الله عنه جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها فوضعها بين يديه فامسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل وأمر القوم أن يأكلوا وأمسك الإعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما يمنعك أن تأكل ؟ ) قال : إني صائم ثلاثة أيام الشهر . قال : (أن كنت صائماً فصم الغر) .
وروى الترمذي رحمه الله تعالى عن موسى بن طلحة قال : سمعت أبا ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر فانزل الله تبارك وتعالى تصديق ذلك في كتابه ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) اليوم بعشر أيام) .
قال أبو عيسى رحمه الله تعالى تعالى هذا حديث حسن ، قال الحافظ رحمه الله تعالى الذي يظهر أن المراد بها البيض .
مواقف من صيام السلف
ولما كان الصوم كفارة للخطيئات ورفعة الدرجات علت همم السلف لنوال الدرجات فصابروا صيام النفل قربة لله وتسابقوا في الطاعات وغاية مناهم مراقبة رب البريات لنوال أعظم الدرجات فكانوا يصومون صيام النفل طلياً لما عند الله عز وجل من المثوبات .
ولنرى كيف كان السلف يحرصون على صيام النفل .
فهدا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
ذكر ابن الجوزي رحمة رحمه الله تعالى في كتابه صفة الصفوة أن عمر رضي الله كان يكثر من الصوم وكان يسرده .
قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى سرد الصوم لا يستلزم صوم الدهر بل المراد انه كثير الصوم .
وهذا عثمان رضي الله عنه :
قال عنه أبو نعيم رحمه الله تعالى في الحلية : كان عثمان رضي الله عنه حظه من النهار الجود والصيام ومن الليل السجود والقيام .
وروى أيضا أن عثمان قتل وهو صائم .
وهذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :
كان يكثر الصوم فروى البخاري رحمه الله تعالى عن عبد الله بن عمرو قال : انكحني أبي امرأة ذات حسب فكان يتعاهد كنته (أي زوج الولد) فيسألها عن بعلها فتقول : نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشاً ولم يفتش لنا كنفاً منذ أتيناه فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ألقني به فلقيته بعد فقال : كيف تصوم ؟ قلت : أصوم كل يوم . قال : (وكيف تختم ؟) قلت : كل ليلة . قال : (صم في كل شهر ثلاثة وأقرأ القرآن في كل شهر) . قلت : أطيق أكثر من ذلك . قال : (صم ثلاثة أيام في الجمعة)(يعني في الأسبوع) قال : قلت : أطيق أكثر . قال : (افطر يومين وصم يوماً) قال : قلت : أطيق أكثر من ذلك . قال : (صم أفضل الصوم صوم داود صيام يوم وإفطار يوم وأقرا كل سبع ليال مرة) (يعني اختم في كل سبع) .
وهذا صوم أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه :
رُوي انه كان يكثر من صيام النفل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فسر البعض كثرة صيامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم انشغل بالغزو في سبيل الله فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتهد بصيام النفل .
فروى الطبراني رحمه الله تعالى عن انس رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجل الغزو فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم أراه يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر .
قال أبو زرعة الدمسقي رحمه الله تعالى : (أن أبا طلحة عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة يسرد الصوم) .
صوم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه :
روى أبو نعيم في الحلية أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : كان عبد الله قوام الليل صوام النهار وكان يسمى حمامة المسجد .
صوم عبد الله بن ثوب رضي الله عنه :
كان يكثر من صوم النفل حتى انه قال بين أيدينا أياما لها نعمل .
وهذا صوم الأسود بن يزيد رحمه الله تعالى :
كان يصوم حتى يخضر جسده ويصفر قال عنه الشعبي رحمه الله تعالى (كان الأسود صواماً قواماً) . وإذا سأله احد عن كثرة صيامه قال : أن الأمر جد أن الأمر جد .
وقال عنه عبد الله بن بسر الأسود صاحب عبادة فصام يوماً فكان الناس بالهجير وقد تربد وجهه فأتاه علقمة فضرب على فخذه فقال : ألا تتق الله يا أبا عمرو في هذا الجسد علام تعذب هذا الجسد ؟ فقال الأسود : يا أبا شبل الجد الجد ، وهذا دليل على كثرة سرده للصيام رحمه الله تعالى .
صوم الإمام احمد رحمه الله تعالى :
قال صالح بن احمد رحمه الله تعالى جعل أبي يواصل الصوم يفطر في كل ثلاث .
صوم نساء السلف الصالح رضي الله عنهن
هذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
قالوا عنها الصديقة الصوامة ، روى الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء عن عبد الرحمن بن القاسم أن عائشة رضي الله عنها كانت تصوم الدهر .
ومعنى تصوم الدهر أي تسرد والسرد هنا أي أنها كثيرة الصيام .
واخرج ابن اسعد عن القاسم رحمهما الله قال : أن عائشة رضي الله عنها تسرد الصوم .
وله كذلك عن عروة ابن الزبير رضي الله عنه أن عائشة رضي الله عنها كانت تسرد الصوم.
وروى أبو نعيم في الحلية عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال : بعث معاوية بن أبي سفيان رضي الله مرة إلى عائشة رضي الله عنها بمائة ألف درهم فقسمتها لم تترك منها شيئا فقالت بريرة : أنت صائمة فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحماً ؟ قالت : لو ذكرتيني لفعلت .
صوم أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها :
(قالوا عنها العابدة الصوامة) . روى الإمام الحاكم رحمه الله تعالى في المستدرك بإسناد حسن عن انس وقيس بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم طلَّق حفصة بنت عمر فدخل عليها خالها قدامة بن مظعون وعثمان بن مظعون فبكت وقالت : والله ما طلقني عن شبع وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فتجلببت قال : (فقال لي جبريل عليه السلام راجع حفصة فأنها صوامة قوامة وأنها زوجك في الجنة) .
صوم مولاة معاوية :
اسمها رحلة . قيل أنها تصوم أيام النفل كلها بل أنها صامت حتى اسودت .
ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتاب صفوة الصفوة : عن سعيد بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال : (ما بالشام ولا بالعراق أفضل من رحلة ودخل عليها نفر من القراء فكلموها في الرفق بنفسها فقالت : مالي وللرفق بها فإنما هي أيام مبادرة فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غداً) .
فقالت : والله يا أخوتاه لأصلين ما أقلتني جوار حي ولاصومن له أيام حياتي ولابكين ما حملت الماء عيناي .
صوم حفصة بنت سيرين رحمها الله :
روى عبد الكريم بن معاوية رحمه الله تعالى كما في السير قال : ذكر لي أن حفصة بنت سيرين أنها كانت تقرأ نصف القرآن في كل ليلة وكانت تصوم الدهر وتفطر العيدين وأيام التشريق .
صوم نفيسة بنت الحسن رحمها الله :
روى ابن كثير الله تعالى قال : كانت عابدة زاهدة كثيرة الخير .
وقيل أنها كانت تكثر الصيام فقيل لها : ترفقي بنفسك قالت : كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبة لا يقطعها إلا الفائزون ، وقيل : أنها توفيت وهي صائمة .




جدول : هل ترغب الاختيار
أمام عينيك شعار الأبرار فماذا منه تختار ؟
هل تقوم به كله أم بعضه أم اقله ؟ وكل ذلك خير فاعن نفسك !
فما أجملها من عبادة وأكرم بها من صلة وأوصيك بها ولو ليوم واحد في الأسبوع .




1/صيام نفل المحرم



2/صيام يوم عاشوراء



3/الست من شوال



4/صيام يوم عرفة



5/صيام داود صوم يوم وإفطار يوم



6/صيام الاثنين والخميس



7/صيام الاثنين



8/صيام الأيام البيض



9/صيام يوم في سبيل الله



فما هو اختيارك .... ؟
إلى هنا يقف القلم مذكراً بالمنهل المشروب في صيام النفل المشروع .
الخاتمة
أخي المسلم .. أختي المسلمة :
لقد وضعت بين أيديكم هذا المؤلف راجياً من الله تعالى القبول لي ولكم وبه رغبت نفسي وارغب قلوبكم وأشواق وأكرم إلى نفل الصيام لما فيه من عظيم الأجر والامتنان وأكرم بذلك من منة جاء في الحديث (من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما ببن السماء والأرض ) صحيح رواه الترمذي عن أبي إمامة .
ويكفيك تشريفاً أن الله وملائكته يصلون عليك لأنك تصوم روى الإمام ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من خيم له بصيام يوم دخل الجنة) .
فاجتهد أخي المسلم إلى سبيل الجنات وكفارة الخطيئات .
قال الله تعالى : ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) [الحاقة : 24] .
قال الإمام مجاهد رحمه الله تعالى : نزلت في الصائمين ، وقال غيره هي أيام الصوم إذ تركوا فيها الأكل والشرب .




التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ عيسى ; 12-08-2010 الساعة 06:25 PM
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.