الموضوع: حديث
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2021, 11:44 AM   #2
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,132
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يقول الإمام الخطاي رحمه الله ( العرب تقول للمائة من الإبل إبل. يقولون لفلان إبل، أي مائة بعير ولفلان إبلان أي مائتان) وقال رحمه الله : تأولوا هذا الحديث على وجهين
الأول / أن الناس في أحكام الدين سواء لا فضل فيها لشريف على مشروف ولا لرفيع على وضيع كالإبل المائة التي لا يكون فيها راحلة. وهي التي ترحل لتركب والراحلة فاعلة بمعنى مفعولة أي كلها حمولة تصلح للحمل ولا تصلح للرّحل والركوب عليها
الثاني / أي أن أكثر الناس أهل نقص وما أهل الفضل فعددهم قليل جداً فهم بمنزلة الراحلة في الإبل الحمولة ومنه قوله تعالى ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون) وقال الإمام النووي رحمه الله ( إن المرضي الأحوال من الناس الكامل الأوصاف قليل) وقال الإمام القرطبي رحمه الله الذي يناسب التمثيل أن الرجل الجواد الذي يحمل أثقال الناس والحمالات عنهم ويكشف كربهم عزيز الوجود كالراحلة في الإبل الكثيرة .
والعرب تقول الكريم في اللئام كالغرة في الفرس ويقول لعباس من مرداس رحمه الله
بُغاثُ الطير أكثرها فراخا *** وأم الصقر مِقلاتٌ نزور
دخل كثير على الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان رحمه الله فقال له أنت كثير؟ فقال نعم ، فاقتحمه وقال : تسمع بالمعيدي لا أن تراه وقبل تسمع بالمعيري خير من أن تراه. فقال يا أمير المؤمنين كل إنسان عند محلة رحب الفناء شامخ البناء عالي السناء ثم أنشد يقول
ترى الرجل النحيف فتزدريه *** وفــي أثـوابـه أســد هصور
بغاث الطيـر أطـولـها رقـابــاً *** ولم تطل البزاة ولا الصقور

الشاهد هو كما قاله القرطبي أعلاه تفسيرا لهذا المعنى ولكن تبقى هذه الأمة بصلاح الكثير من الناس لأن المعنى في الحديث لا ينفي كثر أهل الإيمان وإنما ما ذكر أعلاه.

الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس