سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش) (http://www.essanet.org/fatawa/index.php)
-   مسائل العقيدة (http://www.essanet.org/fatawa/forumdisplay.php?f=20)
-   -   تعدد النية في العبادات (http://www.essanet.org/fatawa/showthread.php?t=12465)

أبو خالد1 03-03-2015 06:49 PM

تعدد النية في العبادات
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم تعدد النية في العبادات ؟

الشيخ عيسى 03-03-2015 06:52 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك
أما الجواب على سؤالك
القول الذي يظهر لي في مسألة تعدد النية في عمل تعبدي من النوافل دون الفرائض كالصدقة و تلاوة القرآن أنه مادام يريد به وجه الله أولا كعبادة يريد بها الأجر والثواب في الآخرة ثم يطمع في فضل الله في الدنيا أنه لا بأس بذلك في نوافل الطاعات كما ذكرت أعلاه ولا يقع في هذا شرك لأن الشرك في العمل الذي يقولون عنه إذا كان يريد بعمله الدنيا لا طاعة لله وإنما يعمل رياء وسمعة ونفاقا فأما المسلم فهو يعمل تعبدا وتوجه إلى الله وطمع في خيري الدنيا والآخرة من الله فحينئذ لا حرج في ذلك ولهذا نجد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المساكين وأمسح رأس اليتيم وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني وحسنه الألباني رحمه الله ففي هذه الأحاديث بيان أن فعل هذه الطاعة وهي إطعام الطعام لليتيم ومسح رأسه فيه يدرك المسلم فسحة في قلبه وزوال لعلة الحرج ثم إدراكه لحاجته بفضل الله فهذه طاعات رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في فعلها إرادة وجه الله ثم تحقيق هذه المصالح الدنيوية من الله تعالى والأحاديث في هذا الأمر كثيرة الخلاصة : هناك فرق بين من يعمل لأجل الدنيا وبين مسلم يعمل مقرا بعبوديته لله وأن عمله له سبحانه وتعالى ويطمع بفرج أو رزق أو تطمع المرأة بزواج أو حمل فأرى أن هذا لا بأس به ولهذا فإن الحسن البصري رحمه الله لما جاءه ثلاثة رجال أحدهم شكا القحط قال استغفر الله ثم جاء الثاني فشكا الفاقة وقلة الثمار في حرثه فقال استغفر الله ثم جاء الثالث فشكا قلة الولد فقال استغفر الله فقالوا له هذا جاءك فقلت له استغفر الله وكذا الثاني والثالث فقال الله تعالى يقول ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) وعلى هذا فأقول يجوز أن تتصدق أو تستغفر بنية الفرج من الله تعالى في أمور دنياك ما دمت تقصد في العمل وجه الله لأن الفارق بينك وبين من ذمه الإمام محمد بن عبد الوهاب هو أن ذاك يعمل لا لأجل الله أصلا وإنما يعمل لأجل الدنيا فلا بد أن تفرق بين المنهي عنه في صرفه العمل لأجل الدنيا وبين المسلم الذي يريد وجه الله ويطمع في فضله


الساعة الآن 03:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.