لذة الصيام

[أبو غسان]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نشعر بلذة الصيام ؟

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أفضل ما يقودنا إلى الشعور بلذة الصيام هو جانب التعبد لله تعالى وأن يكون لدينا استشعار أننا نصوم أو نصلي ونحن نعيش فترة مودع .
واليقين لدينا أن رمضان شهر هو فرصة عظيمة وهذه تذهب ولا تعود أبداً .
وعلى هذا أوصيك بالدعاء والتضرع بأن يكون من دعائك " اللهم أشرح صدري بالإسلام والإيمان واجعلني ممن يشعر بلذة المنجاة والتعبد " وتذكر أيضاً أن الصيام جُنة وأنه سبيل إلى جنات عدن وأنه شهر القرآن والتوبة عظيمة أيامها وأن فيه ليلة خير من ألف شهر وإذا لم تجد لذة اشغل نفسك بكثرة الحوقلة " لا حول ولا قوة إلا بالله " ثم الذكر مثل الإستغفار والتوبة وقول " لا إله إلا الله " وهكذا ستجد شعوراً عظيماً من لذة رمضان .
الخلاصة في ذلك حتى تجد لذة الصيام :
·ليكن صيامك صيام المؤمن المودع .
·استشعر أمر الله سبحانه وتعالى في قوله (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)
·استشعر لذة ذلت الطاعة من غيرها وذلك بإيجاب التمتع بها ولو بالمحاولة .
يقوا ابن وهب رحمه الله : ( كل ملذوذ إنما له لذة واحدة إلا العبادة فإن لها ثلاث لذات :
الأولى : إذا كنت فيها .
الثانية : إذا تذكرتها .
الثالثة : إذا أعطيت ثوابها .
يذكر أن رجلاً فرنسياً نصرانياً كان له صديق مسلم من أصول عربية لكنه فرنسي والمسلم هذا يصوم شهر رمضان فكان توماس يسأل المسلم عن هذا الصيام وهذا التعب ولماذا كل هذا الإمتناع عن الأكل والشرب في النهار .
فالمسلم قال للنصراني اتحداك تصوم يوما أو ثلاث أيام .
فقبل الرجل النصراني منه التحدي وصام ثلاث أيام وبعدها سئل عن الراحة التي وجدها حال الصيام ؟ فذكر أنه وجد راحة وشعوراً غريباً فاستمر صائم معهم لكامل الشهر ثم بدأ يبحث عن حقيقة الإسلام فدخل في الإسلام .
وهو بنفسه لما سئل ما سبب دخولك في الإسلام قال : رأيت المسلمين يمتنعون عن الأكل والشرب طوال نهار شهر رمضان ولمدة شهر كامل ويتمتعون بذلك فصمت ثلاثة أيام وما بعدها فوجدت راحة لم أشعر بها من قبل فأسلمت .
فلنتأمل مثل هذا كان نصرانيا فوجد من طريق الصيام راحة وسعادة ولذة فدخل في الإسلام .
ومن هنا لنا أن نقول أن الروح لها صلة عظيمة بالنواحي التعبدية .
والعبادة فيها إنكسار بين يدي الله تعالى وهذا من الأمور التي تجدد الإيمان وتزيده في قلب المؤمن .
ولهذا جاءنا في الصايم الغاية منه ( لعلكم تتقون ) بمعنى أن تتقوا الله في أوامره ونواهيه وتمتثلوا طاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ( قال الله عز وجل " كل عما ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به " ) متفق عليه .