إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-15-2011, 03:58 PM   #1
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,132
افتراضي هلا تفكرنا

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
جاء في السير عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قرأ قول الله تعالى (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) فبكى وأبكى من حوله فسئل عن هذا فقال أخاف أن يحال بيني وبين ما أشتهي فقالوا له وما تشتهي ؟ قال أشتهي أن أقول ساعة الموت ( لا إله إلا الله )
أخي الكريم لا إله إلا الله ما أعظمها من شهادة .
يقول معاذ -رضي الله عنه- كما في الصحيحين: ( كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم-, على حمار يقال له عفير, ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرّحل, فقال لي: "يا معاذ بن جبل". قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: "يا معاذ بن جبل، أتدري ما حق الله على العباد؟". قلت: الله ورسوله أعلم! فقال: "حقّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا" ثمّ سار ساعة فقال: "يا معاذ بن جبل". قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال:"هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟" قال: "أنْ لا يعذبهم"
ما أعظمها من شهادة !
عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )
أخي الكريم إن الدور ثلاثة لا رابع لها :
دار الدنيا : هذه التي نعيش فيها ونحيا على أرضها .
دار البرزخ : وهو القبر الذي يضم أجسادنا حتى البعث .
والدار الآخرة : وهي القيامة التي يأتي فيها الحساب إما إلى جنة وإما إلى نار .
أخي : تأمل ما تزرعه في هذه الدنيا . لأنه لا بد من الحصاد والحصاد يكون في الآخرة من زرع خيراً سيحصد خيراً ومن زرع شراً سيحصد ما زرع .
قال الله تعالى (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )
إن العاقل المؤمن ليعجب حينما يرى قطعية الأخ لأخيه من أجل أمتار من الأرض وإنك لتعجب حينما تسمع رجلاً قطع بأخته من أجل أنها لم تتنازل عن الميراث وإنك لتعجب إذا ما سمعت أن رجلا لا يكلم أخوانه ولا أخواته من أجل حفنة من المال أو ترى أرحاما قد قطعوا الصلة فيما بينهم من أجل الدنيا .
آلا نتفكر في ساعة الموت !
( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)
عجباً من البعض فأطرح عليك سؤالاً وأنت تجيب .
أترضى أن تموت وأنت عاق لوالديك ؟ عاق لهما فلا بر ولا إحسان .
أترضى أن تموت وأنت ظالم لنفسك وقاطع لأرحامك وأنت تأكل الربا وتقع في الفحش وأنت في لهوك وسهوك قد غرتك الأماني وغرك بربك الغرور ؟
أترضى أن تموت وأنت قد جفوت أرحامك وجفوك ؟ لا صلة ولا إحسان معهم .
أخي تذكر المصائر . تذكر الفراق الذي لا بد نه
إن الإمام أحمد رحمه الله تعالى إذا ذكر الموت أمامه حنقته العبرة وكان كثيراً ما يقول اللهم سلم , سلم .
وهذه امرأة عابدة جاءت إلى بيت الله الحرام فطافت بالبيت والتصقت به وهي تقول كم من شهوة ذهبت لذتها وبقيت تبعاتها .
يا رب أما لك عقوبة إلا النار؟
وظلت تبكي وتدعو فأبكت من حولها .
وهذا الفضيل بن عياض قرأ يوما سورة الحاقة فلما وصل إلى قول الله تعالى (خذوه فقلوه ثم الجحيم صلوه ) سقط مغشيا عليه
أخي في الله ابدأ مع نفسك بالمحاسبة حتى لا تأخذك الدنيا فتعيش الغفلة يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله ( لا تلق المؤمن إلا وهو يعاتب نفسه ماذا أرت بأكلتي وماذا أردت بشربتي والفاجر يمضي قدماً لا يعاتب نفسه )
وهذا دُريد بن الصِّمة حسب عمره فوجده قد عاش عشرين ألف وخمسمائة يوم يعني بلغ الستين من عمره تقريبا فقال لو أني أذنبت في كل يوم ذنباً واحداً لقابلت الله بعشرين ألف وخمسمائة ذنب فبكى وأغمي عليه من البكاء
فينبغي علينا أن نحاسب أنفسنا وأن لا نجعل هذه الدنيا تغرنا وعلينا أن نتفكر في ساعة الموت وثوان الانتقال والرحيل وأن نكثر الدعاء بحسن الختام .
فإذا فرغت أخي المسلم فلا تجعل دنياك ميداناً للعب قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم رحمه الله ( ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله )
وفي الحديث أن رجلاً قال يا رسول الله : ( أي الناس خير ؟ قال : ( من طال عمره وحسن عمله . قال : وأي الناس شر ؟ قال : من طال عمره وساء عمله ) خرجه الإمام الترمذي رحمه الله .
فعلى المسلم أن يستغل ها العمر بحسن العمل والطاعة حتى يخرج من دنياه إلأى الفوز العظيم إلى الجنة التي هي مآل الصالحين .
قال الله تعالى (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ )
أقول هذا واستغفر الله لي ولكم غنه هو الغفور الرحيم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,,,,,

الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.