الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في مسألة الرطوبة التي تجدها المرأة في فرجها كإفرازات ونحوها فأقول وبالله التوفيق
هذه الإفرازات التي تخرج من فرج المرأة من غير المذي فإنها من الأمور التي جرى الخلاف فيها عند الفقهاء رحمهم الله
ففي مذهب الأئمة الحنفية رحمهم الله بالقول بطهارة هذه الرطوبات كما ذكره الإمام ابن عابدين في الحاشية وهذا أيضاً قال به الإمام الشافعي رحمه الله كما ذكره الإمام النووي في كتابه المجموع وذهب لذلك بعض الحنابلة رحمهم الله كما ذكره المرداوي في كتاب الإنصاف قال : وفي رطوبة فرج المرأة روايتان إحداهما طاهر وهو الصحيح وهذا القول هو مذهب الجمهور رحمهم الله فلا يرون غسل الثياب مما أصاب من تلك الرطوبة باعتبار أنها ليست من المذي وإنما هي رطوبات يفرزها المهبل وهذا القول أميل إليه لأن هذا مما تعم به البلوى لدى الكثير من النساء .
أما مسألة هل هذه الرطوبات تنقض الوضوء فلها وجهان:
الأول: أنها تنقض الوضوء إذا كانت كمني أو مذي أو رشح بول
الثاني: الرطوبة العادية التي تكون كرطوبة الفهم فهذا على القول الصحيح أنها لا تنقض الوضوء. وعلى هذا ذهب الإمام ابن حزم الأندلسي رحمه الله ورجح هذا القول الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في الاختيارات الفقهية أنها لا تنقض الوضوء. وأميل إلى هذا القول
ولي قول هنا : إن كانت هذه الإفرازات الرطوبية لدى المرأة مستمرة ففي هذه الحالة لها حكم الإعذار فتصلي حتى ولو نزلت هذه الرطوبات لكن تتوضأ للصلاة القادمة أي تتوضأ لكل صلاة