الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أفيدك أن من يرغب أداء العمرة أو الحج وهو من أهل الآفاق فإن إحرامه يكون من ميقاته الذي سيمر عليه أو بمحاذاته ولا يجوز له أن يتجاوز الميقات دون نزع المخيط ولبس لباس الإحرام والدخول في نية النسك فإذا تجاوز فعليه أن يعود للميقات ومن لم يعد يلزمه ذبح شاة وتوزيعها على فقراء الحرم ويحرم من مكانه
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله ( وهذه المواقيت لأهلها ولمن مر عليها من غير أهلها ممن أراد حجاً أو عمرة ) وجملة ذلك أن من سلك طريقا فيها ميقات فهو ميقاته فإذا حج الشامي من المدينة فمر بذي الحليفة فهي ميقاته وإن حج من اليمن فميقاته يلملم وإن حج من العراق فميقاته ذات عرق . وهكذا كل من مر على ميقات غير ميقات بلده صار ميقاتا له
سئل احمد عن الشامي يمر بالمدينة يريد الحج من أين يهل ؟ قال : من ذي الحليفة قيل : فإن بعض الناس يقول يهل من ميقاته من الجحفة فقال : سبحان الله أليس يروي ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن )
فعلى هذا إن كنت ناوياً للعمرة يلزمك الإحرام حتى ولوكان ذهابك لعمل أو نزهة إلا من لم يكن لديه نية وبعد ذلك تيسرت له العمره فيحرم من مكانه الذي هو فيه ولاحرج عليه
اذاً من أراد
العمرة فعليه وجوباً أن
يحرم من الميقات ولا يجوز له أن يتعدى الميقات إلا وهو محرم لحديث ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن من أراد الحج أو العمرة )
وبعد وصلولك إلى مكة فاتجه إلى البيت لأداء العمرة وهي :
تطوف سبعة أشواط من بداية الحجر الأسود تبدأ الشوط الأول حيث تطوف حول الكعبة سبعة أشواط تجتهد فيها بالدعاء والذكر والتضرع وإذا ما جئت عند الركن اليماني تكبر دون تاشير وما بين الركن اليماني والحجر الأسود تقول ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
فإذا جئت عن الحجر الأسود تكبر بإشارة اليد فإذا انتهيت من السبعة الأشواط تصلي ركعتين وهما ركعتا الطواف في أي مكان في الحرم .
ثم تذهب إلى المسعى وتسعى سبعة أشواط تصعد الصفا وتكبر ثم بعد ذلك تقصر شعر راسك كله أو تحلقه أما المرأة فتأخذ منه قدر طرف الأصبع من طرف شعر رأسها وهكذا تنتهي عمرتك بهذا .