زوجتي بليده

[سجين ببيتي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسعد الله صباحك / مسائك

أما بعد فقد سجلت مخصوص لأعلن عن مشكلتي مع زوجتي البليدة علمآ بأنها مسجلة لديكم وتعرض مسائل لديكم .
يا شيخي الكريم أنا متزوج منذ 14 سنه وبخلال ال 14 سنه أنا من يطلب منها المعاشره ولا مررررررره هي جتني وحسستي بأنها هي من ترغبني .
ولاكن يا شيخ لي الآن أكثر من 5 ايام لم أقربها وكل ليله تتحجج بأنها تعبانه والصحيح ثعبانه
أو بالبرد مع العلم في تدفئه وفي سخان وفي نعمة من ربي وتتحجج بأنها حامل مع العلم بأنها بشهرها الثاني وبتتدلع بالعربي جيتها وتقريفي تخليني أنام وأنا اسبها
من بلادتها............. لا وتنام وأنا منقهر ولا على بالها
اقولها الرسول يقول الملائكة تلعنك لين تصبحي ولا على بالها أقولها ان توفاني الله وأنا زعلان ما تشمي ريح الجنه ولا على بالها ايش اسوي وتراها هي مسجلة . وستقرأ شكواي
يا شيخ دعمها من عندك بأحاديث وأن في آيات يا ليت تدعمها
لعل وعسى استحت على دمها
وآسف فقد اطلت بشرح شكواي

[الشيخ عيسى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن العلاقة الزوجية تبنى على التراحم والتواد والله تعالى يقول في كتابه(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )سورة الروم آية رقم : (21)
فتأمل بقول الله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) فهذه المودة وتلك الرحمة هي بين الزوجين أمر لا بد أن يستشعرانه لتقوى هذه العلاقة الزوجية على هذا المبدأ فالتراحم والمودة عاملان أساسيان للعلاقة الزوجية بدونها تتأثر هذه العلاقة سلباً وبوجدها تتأثر إيجاباً لأن من بقلبه مودة لزوجته سيرحمها وستنال منه كرماً وفضلاً وكذلك الزوجة يوم أن يكون لديها مودة لزوجها سترحمه وتنال منه فضلاً وخيراً كثيراً بإذن الله .
وعلى هذا لا بد للزوجين أن يترجما هذه المعاني العظيمة في منظور عملي ونفسي .
ويوم أن تفقد الزوجة هذا الشعور فإنها ستتعالى على زوجها وتأباه في متطلباته ولا ترغب فيه إلا رتابة وعادة وهذا لا شك يُؤدي إلى القسوة والإحتقار وربما أدى إلى أن الزوجة لا تطيع في كثير من أمور زوجها .
فالزوج يريد من زوجته المودة ليعطيها مشاعره وأحاسيسه .
يريد منها الحب ليعطيها الحنان .
يريد منها التقدير ليعطيها الوفاء .
يريد منها الثقة ليعطيها الهدية والإبتسامة والرقة والحنو .
يريد منها العطف ليعطيها اللطف ليبتسم في وجهها .
يريدها كلها لتأخذه كله وحينئذ كل منهما حصل على مطلوبه ومبتغاه لينسج ذلك خيوطاً كالحرير تصل قلبها بقلبه .
إن الرجل المحروم من هذه المشاعر مع زوجته سيعيش في إضطرابات نفسية لأنه يريد وهي تريد ما لا يريد .
( نفسية معقدة ) ( نفسية مضطربة ) ( نفسية منشغلة ) ( نفسية لا ترحم ) ( نفسية لا تبتسم ) ( لا تتعاون لا تتلاطف ) .
وفي ظني أن لدى النساء من الرحمة الشيء الكثير لو أفرغت جزءاً من مشاعرها لزوجها لرأت خيراً في حياتها الزوجية .
وفي إعتقادي أنه متى ما قام أحد الزوجين أو قل كلاهما بالتفاهم المقرون بالمشاعر الزوجية فلا شك أن ذلك سيؤدي إلى فتح الأبواب المغلقة فهل تستطيع أن تقول ( نريد السحر الحلال ) نعم نريده ( إن من البيان لسحر ) هكذا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن من الكلمات العذبة والمشاعر الدافئة ما ترتاح له النفوس وتنشرح به الصدور فهلا وطنت تلك الزوجة علاقة المودة والرحمة مع زوجها وهو يبادلها هذه المشاعر ويني مع زوجته جسراً من الوئام والإحترام والتقدير فإن فعلا شيئاً فالإحترام بابه وإن تركا شيئاً فالتفاهم سبيله وإن تفاعل أحدهما فالوئام بريده لقلب الآخر وإن ناما ناما على خير وإن إستيقظا إستيقظا على خير يتلحفان بمودة ويفترشان برحمة ويلتقيان بإبتسامة صادقة وكل ذلك مبني على عقد وميثاق .
حاولي أيتها الزوجة الكريمة أن تضمي مشاعر زوجك وأن تبتسمي له ليبتسم لك قلبه قبل ثغره فربما كانت منك إبتسامة حانية تذرع في قلبه إقداماً لزيادة حبه وعطائه لك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما إستفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها ومالها )
ففي هذا الحديث يتبين لنا أن الزوجة الطيبة الصالحة هي العمود والأساس لأي بيت ناجح .
تأمل هذه الوصية من خارجة العزاري رحمه الله لابنته لما أراد أن يزوجها فقبل أن تخرج لزوجها . قال لها : ( يا بنيتي إن المهات يؤدبن البنات وإن أملك هلكت ( أي ماتت ) فعليك بأطيب الطيب وهو الماء وأحسن الحُسن وهو الكحل وإياك وكثرة المعاتبة فإنها مفتاح الطلاق وكوني لزوجك أمة يكون لك عبداً وأعلمي إني انا القائل لأمك عندما تزوجتها :
خذي العفو مني تستديمي مودتــــــــي
ولا تنطقي في ثورتي حين أغضـــبُ
ولا تنقريني نقرة الدف مــــــــــــــرة
فإنك لا تدرين كيف المغيـــــــــــــبُ
فإن وجدت الحب في الصدر والأذى
إذا إجتمعا لم يلبث الحب يذهــــــــبُ
وهذه وصية أمامة بنت الحارث زوج عوف بن ملحم الشيباني لابنتها أم أياس بنت عوف بن حجر ( أي بنية إن الوصة لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغني أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال يا بنيه إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيباً فكوني له أمة يكون لك عبداً وأحملي عني عشرة خصال المعاشرة بحسن السمع والطاعة والتعهد لموقع عينه فلا تقع عينه منك على قبيح والتفقد لموضع أنفه فلا يشم فيك إلا طيب ريح والكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب المفقود والتعهد لوقت طعامه فإن حرارة الجوع ملهبة والهدوء عند منامه فإن تنقيص النوم مغضبة والإحتفاظ ببيته وماله والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الإحتفاظ بالمال حسن التقدير والإرعاء على القليل والحشم الجميل حسن التدبير ولا تفشي له سراً فإنك إن أفشيت سره لم تأمني قدره ولا تعصي له أمراً فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره ثم أتقي الفرح إن كان ترحاً والإكتئاب عنده إن كان فرحاً فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التدبير وكوني أشد ما تكونين له مرافقة يكون أطول ما تكونين له موافقة وأعلمي أنك ما تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك )
تأمل هاتين الوصيتين فتدبر قول الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف )

[سجين ببيتي]

الله اكبر ------------------- الله اكبر
أنت يا شيخ نواره بل النور الذي ينير للناس طرقهم
اللهم أني أسئلك برحمتك التي وسعة كل شيئ أن يجعل كل درب تخطيه نورآ لك بالجنة
اللهم وأرزقه جنتك
اللهم آآآآآآآآآآآآآمممممييييييييييييييييييينننننن

[الشيخ عيسى]

حياكم الله