زوجى لا يتقى الله فى

[صفاء أحمد امام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من فضيلتك أن يتسع صدرك لقراءة رسالتى وأن يوفقك الله لحل مشكلتى
فأنا زوجة منذ 14 عام تزوجت بعد قصة حب من أحد أقاربى ومنذ أيام الخطوبة تحملت الشق الأكبر من تجهيز منزل الزوجية لأننى كنت أعمل بوظيفة ثابتة بينما هو كان يعمل بأحد المهن اليدوية التى يكون العمل فيها لأيام ويقضى شهور بلا عمل وكان يرفض الوظائف بسبب قلة الراتب وبعد الزواج استمر عملى وكان راتبى هو أساس المنزل إلى أن رزقه الله بوظيفة بعد عام كامل وكان لا يعطينى منها شيئ إلى أن فاض بى الكيل حيث أننى كنت أنجبت أبنتى الأولى وزادت الأعباء بعد ولادتها وأعطانى وقتها ما كان يفيض منه ، وطلب منى أن استقيل من عملى ولكننى رفضت وقتها حيث أننى لم أكن قد انتهيت من سداد ديون الزواج بالكامل ، وبعد ذلك بدأت تظهر حقيقته وهى أنه لم يكن يفكر سوى فى نفسه وشراء كل ما يلزمه مثل موتوسيكل - لاب توب - موبيلات حديثة ، وكلها بالتقسيط ولا يهتم بزيادة مصروف البيت الذى يقوم باعطائه لى إلا بعد العديد من المشاجرات ورزقنى الله بطفلتى الثانية وأصر وقتها على تركى للعمل بعد الولادة وأخبرت الجميع بأننى سأستقيل ولكنه عاد فى كلامه وأصر على أن أعمل وساومنى على مصرف البيت بمعنى أن يعطينى مبلغ معين ( وهو وقتها لم يكن يوازى نصف ما أنفقه فعلاً ) وفضلت وقنها أن أعود لعملى بدلاً من أن أتسول منه طعامى أنا وبناتى وبعد سنوات قليلة رزقنى الله بطفلتى الثالثة وطلبت منه أن أتفرغ لتربية بناتى على أن يقوم هو بتحمل نفقاتنا ولكنه رفض باصرار وساومنى أيضاً على المصروف وطلب منى باللفظ أن استمر بالعمل حتى نستطيع شراء السيارة وإدخار مبلغ مالى لبناتنا ونزلت إلى العمل رغماً عنى ووضعه كما هو لم يتغير من ناحية الأنانية وتفضيل نفسه على كل شيئ وعدم تحمل مسئولية البيت والبنات ولا يعطينى أكثر من ربع راتبه بينما أضع أنا كل راتبى واستدين أيضاً لكى استكمل مصاريف البيت والبنات ، وأصبح بعد ذلك لا يعجبه شيئ ويحرجنى أمام أهله وأهلى لأتفه سبب وأصبح يستاء باستمرار من أى شيئ أقوم بفعله كنوعية الطعام وطريقة حياتى وتربية البنات مع عدم اعترافه بوجود أى تقصير من ناحيته وأصبحت أعانى من العديد من الأمراض نتيجة المجهود المضاعف الذى أبذله بين بيتى وبناتى وعملى الذى يستغرق وقت يزيد عن 10 ساعات يومياً ، ولم أجد أمامى أى حل لإصلاحه وفكرت وقتها فى أن أهجره فى الفراش فى بعض الأوقات بسبب تعبى أحياناً وبسبب ضيقى أحياناً أخرى على أمل أن يشعر بتأنيب الضمير أو يحاول إصلاح نفسه ولكنه بدلاً من ذلك بحث عمن تعوضه عنى وقام بعمل علاقات غير شرعية ( اعترف بها بعد ذلك ) وبعدأن استيقظ ضميره وقرر أن يبتعد عن الزنى قرر أن يبحث عن زوجة ثانية تعوضه عن زواجه الفاشل منى ( على حد قوله ) وبعدما علمت برغبته تلك رجوته كثيراً ألا يهدم بيتنا وفعلت كل ما فى وسعى للتغيير وحاولت اسعاده بكل الطرق حتى وصلت للدرجة التى شعرت فيها بأننى أعرض نفسى على الرجال فى الطرق من شده رفضه لى ولمحاولاتى ، وتحملت منه فوق طاقة البشر من عبارات مثل ( لا أرغب فيكر – أنتى لا تلزمينى فى الفراش ) وهكذا ولمدة عام كامل وأنا أحاول معه لإرضائه ولكنه يرفض كل محاولاتى حتى أصبحنا كالغرباء فى بيت واحد ولا يوجد بيننا أكثر من رد السلام وطلبت منه الطلاق ولكنه رفض بسبب الشقة وطلب منى أن أوفر شقة أخرى لى وأترك له هذه الشقة ( حيث أنها تمليك فى منزل عائلته ) وهددنى إذا ذهبت لأى محامى بطردى من المنزل وعدم رؤية بناتى إلى جانب إهانتى أمام الجيران ، وأشك يا سيدى أنه تزوج حيث أنه لم يعد يأتى للمنزل إلا يوم أو يومين وأخذ معظم ملابسه ولكنه ينكر زواجه الذى أعتقد أنه تم فى السر أو عرفى . وأصبحت يا سيدى لا أطيق مجرد روئيته بالمنزل وكلما أراه أشعر أننى أرى شيطاناً وأظل أدعو الله أن يفك كربى ويعجل لى بزوال همى وكلما طلبت منه أن يتقى الله فى يخبرنى أنه لا يخاف من الله ، مع العلم أنه لا يصلى .
والأن أنا فى حيرة من أمرى هل أترك له منزلى الذى تعبت فى أعداده لينعم هو ورفيقته به وأتحمل مسئولية ثلاث بنات وحدى مع العلم بأن راتبى لا يتحمل تكاليف منزل جديد . أم أتحمل هذه الحياه التى أصبحت فيها زوجة معلقة لا تجد أبسط حقوقها التى شرعها الله لها وهى المودة والرحمة .
وماذا أفعل يا سيدى حتى يعجل الله لى بفك كربى ورفع هذا الظلم والبلاء عنى مع العلم بأننى والحمد لله لا أترك فرضاً وأحافظ على قراءة القرأن الكريم باستمرار واحافظ على قراءة بعض الأدعية التى تفرج الهم وترفع الظلم يومياً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأصل أن الحياة الزوجية بنيت على الرحمة والوفاء والمودة فالزوج الذي لا تعني له هذه الأسس فإنه سيقع في الخطاء ويحيد عن الحق والعدل مع زوجته بل قد يقع في ظلمها والإساءة إليها ولهذا لو أن رجلاً له وجاهة دخل في الموضوع ليبين لزوجك أن فعله هذا خطأ ويجب عليه أن يعتدل ويعمل بما أوجبه الله تعالى عليه من حقوق زوجته فإن هذا قد يؤثر عليه وذلك قبل طلب الطلاق فإن استفاد من ذلك فهذا مطلب مرغوب وإلا فلك الحق في مطالبته شرعاً والبعد عنه .