الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
روى الإمام أبو داود رحمه الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل : " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جلبتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جلبتها عليه " )
هذا الحديث ليس فيه مذلة للمرأة أو استحقار أو تقليل من شأنها أو أنها جلبت على الشر دون غيرها بل هذا وصف خير من نبي ارسل بالخير وبيان الحق ونشر الفضيلة ومما بينه إنصاف المرأة وإعطائها حقها وتوقيرها وعدم مضايقتها فجعل للأم البر وجعل للزوجة المودة والرحمة وجعل للبنات العطف والمحبة ومن ثم الحديث نص في أوله على الخير ولم يبدأ بالشر مما يؤيد أنها صاحبة خير جلبت عليه وجاء ذكر التعوذ من الشر وذلك بعد دعاء الخير فيها وهذا يؤكد أنه ليس الغرض أن النساء ذوات شر بل قال " جبلت عليه " ولأنها قدمت إلى بيت لا تعرفه ورجل لا تعرفه سابقاً وعلى هذا ليس في الحديث تحقير لها وإنما جاء هذا الكلام لكون المرأة لصيقة بالزوج فشرع مثل ذلك ومن ثم لها الحق ان تقول مثل هذا القول على الرجل وتتعوذ بالله مما جبل عليه من شر ثم لا يلزم الرجل قوله جهراً , ولو تركه لا شيء عليه وإنما هو من السنن ولهذا ذكر بعض الفقهاء رحمهم الله أن يقوله الزوج ليلة عرسه بينه وبين نفسه .
ومن ثم الإنسان نفسه يتعوذ منها كما جاء ( ونعوذ بك من شرور أنفسنا ) ( وأعوذ بك من شر نفسي ) ومن ثم لندرك أن مثل هذا الدعاء ليس محصوراً على ليلة العرس بل الإنسان يستعيذ من شر نفسه كما هو أعلاه ويتعوذ إذا عصفت الريح ويقول : ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها ومن شر ما أرسلت به) خرجه الإمام مسلم
وكذلك يسأل ويتعوذ من كل شيء يقع له .
ومن الفوائد من هذا الدعاء السابق هو إذهاب الخوف والوحشة عن الزوجة لأن الرجل يقول هذا الدعاء ويده على ناصيتها احتراماً وتوقيراً لها .