الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجهاد هو بذل الجهد والطاقة والمشقة للقتال في سبيل الله عز وجل .
قال تعالى (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعملون )
إن الجهاد في سبيل الله لا بد له من راية , وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة والذي يقول ( إن الجهاد لا يشترط له إمام ولا رايه , قد قال بلا علم وهو قول الخوارج ).
وإن الجهاد باق وماض إذا اكتملت وتوافرت شروطه اللازمة , أما إذا لم تتوفر الشروط والمقومات فإنه ينتظر حتى تعود للمسلمين قوتهم وهذا هو الحق , وأنه لا يجوز أن يذهب الشبان للقتال في بلاد أخرى من دون إذن والديهم أو ولي الأمر , لأنهم رعية والرعية شرعا لا بد أن تطيع الإمام , فإذا أذن بذلك بعد ذلك إذن الوالدين للحديث ( ففيهما فجاهد ) وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة .
وينقسم إلى قسمين :
1) فرض كفاية إذا قام به البعض سقط على الباقين مثاله احتل عدو بلدا من بلاد المسلمين أو غار عليهم يكون الجهاد في حق ذلك البلد فرض عين أما البلاد الأخرى ففرض كفاية .
2) فرض عين / أي فرض واجب على الناس صغيرا وكبيرا ويكون هذا إذا احتل العدوا بلدهم أو استنفرهم الإمام أي الحاكم المسلم .
فالإسلام لم ينتشر بالسيف والقوة بل الأصل أن إنتشاره كان بالدعوة إلى ولقد مكث الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو الكفار بالحجة والموعظة الحسنة بلا قتال مع أن الصحابة كانوا في وقتها يتعرضون للتعذيب والإسلام دخل إلى المدينة النبوية بلا أي قتال حينما اقتنع رجال المدينة بالإسلام حينما عرض عليهم فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة الأولى والثانية وانتشر المهاجرون والأنصار لنشر الإسلام والرحمة وقبله الناس .
أما مسألة جهادالطلب فأفيدك أن الحروب والغزوات الإسلامية أكثرها لم يكن بمبادرة من الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلو تأملنا بدر وأحد والأحزاب لوجدناها مبادرة من الكفار .
أما غزوه لليهود وكذا فتح مكة ومؤتة وغيرها فكانت من النبي صلى الله عليه وسلم تأديبا لمن خانوا العقود ونقضوا العهود أو لقتلهم الرسل الذين كان يرسلهم الرسول صلى الله عليه وسلم والكثير من المسلين في أصقاع الأرض أسلموا حينما رأوا أخلاق المسلمين وحينما يغزوا النبي صلى الله عليه وسلم يقتال حتى لا تكون فتنة ولأجل أن يكون الدين كله لله ومن المعلوم أن الجهاد والقتال لم تؤمر به الأمة المسلمة لإجبار غيرهم من الكفار بالدخول في الإسلام بالقوة والقسر والقهر إنما كان جهادالطلب تطهير وإزالة فتن ولرفع راية الإسلام حتى يعيدوا الناس ويخرجوهم من الضلال إلى النور ومن عبادة غير الله إلى عبادة خالقهم عز وجل كمال قال تعالى ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ)
فالجهاد في الإسلام ليس مطلبه إكراه الناس على الإسلام وإنما المراد به أن يبين لهم طريق الحق حتى يعبدوا الله عز وجل.
أما القول أن الجهاد ليس لدفع العدو فقط فهذا لا شك فيه شبهة تحصل عند البعض وهذا ما يتمناه ويريده أعداء الدين فلو رجعنا لنعرف أنواع الجهاد فهو على نوعين :
الأول : جهاد لدفع العدو عن بلاد المسلمين وهذا أمرنا به لقول الله تعالى ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ )
الثاني : جهاد طلب وهذا الجهاد جاء في الإسلام لنشر هذا الدين وأن تكون كلمة الله هي العلياء .
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفروسية عن مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وبعثه الله تعالى بالكتاب الهادي والسيف الناصر بين يدي الساعة حتى يعبد سبحانه وحده لا شرك له وجعل رزقه تحت ظل سيفه ورمحه )
وقد روى جابر بن عبد الله ألأنصاري رضي الله عنه ( أمرنا رسول الله أن نضرب بهذا يعني بالسيف من عدل عن هذا يعني القرآن )
وليس معنى الإسلام لم ينتشر بالسيف أن معناه نفي الجهاد وقتال الأعداء بل أن الشريعة نادت إلى هذا الدين ولو بالسيف لعبادة الله وحده ولكن هذا بضوابط .