قديم 08-21-2014, 01:01 PM   #1
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,132
افتراضي الخشوع

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال عند قول الله تعالى ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) سورة المؤمنون / 2 قال : كانوا إذا قاموا في الصلاة أقبلوا على صلاتهم وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم وعلموا أن الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يميناً ولا شمالاً .
بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه في صلاته كثيراً حتى قالت ابنته عائشة رضي الله عنها : إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه . وهذا عمر مثله يبكي في الصلاة
وكان عبد الله بن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الشجر قال أبو عبد الرحمن الأسدي قلت لسعيد بن عبد العزيز يا أبا محمد ما هذا البكاء الذي يعرض لك في صلاتك قال يا إبن أخي وما سؤالك عن ذلك قلت يا عم لعل الله أن ينفعني قال سعيد ما قمت في صلاتي إلا مثلت لي جهنم .
وقيل لخلف بن أيوب ألا يؤذيك الذباب في الصلاة فتطردها ؟ فقال لا أعود نفسي شيئا يفسد علي صلاتي فقيل له وكيف تصبر على ذلك ؟ فقال بلغني أن الفساق يصيرون تحت أسواط السلطان ليقال فلان صبور ويفتخرون بذلك فكيف وأنا قائم بين يدي ربي فأتحرك لذبابة .
جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوئها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك كله ) رواه مسلم رحمه الله
قال بعض السلف استعيذوا بالله من خشوع النفاق قالوا وما خشوع النفاق ؟ قالوا : أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع .
من أهم الوسائل التي تعين المسلم على الخشوع في صلاته
أولاً / أن يتدبر المسلم الآيات التي يقرأها وهو يصلي أو يسمعها من الإمام وكلما حصل التدبر زاد الخشوع والإيمان قال الله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) والمراد بالخشوع في الصلاة حضور القلب فهو لب الصلاة وروحها لأنه إذا حضر القلب سكنت الجوارح ويتأدب المسلم في صلاته فيصلي مطمئناً ساكناً ليفوز بخيري الدنيا والآخرة
ثانياً / إذا أقمت الصلاة أو أقيمت فاستشعر الأمانة , كان علي بن الحسن رضي الله عنه إذا فرغ من وضوئه للصلاة وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضه فقيل له في ذلك فقال ويحكم أتدرون إلى من أقوم وإلى من أناجي ؟ .
ثالثاً / إذا رفعت يديك بتكبيرة الإحرام فاستشعر أنك ترفع الدنيا عنك لتكون قلباً وقالباً وروحاً وحساً وجوارحاً مع الله .
رابعاً / تغلب على الشيطان فإنه يريد أن يحرمك أن تعقل صلاتك .
خامساً / إذا قرأت الفاتحة فاستشعر هذا الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) رواه مسلم


التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ عيسى ; 08-21-2014 الساعة 01:25 PM
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.