الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا لكم الثبات التوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ونفيدك أن شجرة السدر شجرة مباركة وهي من الشجر الذي له حرمته حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم شرّع أن يغسل الميت بماء وسدر كما في الحديث الذي خرجه الإمام البخاري رحمه الله في شأن غسل إبنة النبي صلى الله عليه وسلم ( إغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافوراً )
وجاء النهي عن قطع شجرة السدر لأجل أن ينتفع الناس بها .
أما حديث ( قاطع السدر يصوّب الله رأسه في النار )
قال عنه الإمام أبو داوود رحمه الله : أي قطع سدرة في فلاة يستظل بها إبن السبيل والبهائم عبثاً وظلماً بغير حق يكون له فيها ( صوب الله رأسه في النار )
والسدر هو الشجر الذي ينبت في الصحراء يكون كثيراً والناس يتخذونه ظلاً والمراد بالنهي في الحديث هو أنه لا يقطع المسلم هذه الشجرة إلا إذا كان له حاجة كالإحتطاب وعمل الأبواب ونحو ذلك , فقطع هذه الشجرة وغيرها مما ينتفع منه المسلم لا حرج عليه في ذلك وجاء قول عند البعض من العلماء أن هذا الحديث ( قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار ) يعني إذا قطع ما ثبت في أرض الحرم .
أما سند الحديث عند الإمام البيهقي كما في السنن الكبرى جاء عن طريق مسعدة بن اليسع عن إبن جريج عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله .
قال إبن الناظور : مسعدة بن اليسع ليس بشيء وهو منكر الحديث وهذا من منكراته
وأخرجه إبن الجوزي في العلل المتناهية
والذي يظهر لي حسب علمي أن هذا الحديث لا يصح لأن به علة لكونه معلولٌ وبه إضطراب في سنده كما ذهب الإمام أحمد رحمه الله
وبما أن الحديث لا يصح يبقى الأمر على الإباحة لكن ينبغي ألا نقطع شجرة السدر وغيرها إلا لحاجة