السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق :
أما الجواب :
اتفقت الأمة على أن آيات القرآن الكريم ترتيبها كان توقيفيا أي أنه لا مجال في ترتيبها للإجتهاد وهو موقوف على امر المشرع .
ولقد ذكر الإمام السيوطي رحمه الله ( الإجماع على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك ) .
وبذلك قال الإمام الزركشي رحمه اللهكما في كتابه البرهان وغيره من العلماء رحمهم الله .
ومن الأدلة على ترتيب الآيات كان توقيفيا ما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شخص ببصره ثم صوبه ثم قال : أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة ( إن الله يأمر بالعدل والبر والإحسان وإيتاء ذي القربى ) .
أما ترتيب سور القرآن فقد جاء الخلاف في ذلك هل توقيفي أم أنه إجتهاد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم أن ترتيب سور القرآن الكريم كان بعضه توقيفي وبعضه رتبه الصحابة رضي الله عنهم .
والراجح في هذه المسألة هو أن سور القرآن ترتيبها توقيفي من المشرع بإستثناء سورة الأنفال وبراءة وهذا الذي ذكره الإمام البيهقي رحمه الله ( كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا براءة والأنفال .
واستدل رحمه الله بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعثمان رضي الله عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم وضعتموها في السبع الطوال ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزل في المدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها شبيه بقصتها فظننت أنها فيها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما )) .