فضل العشر من ذي الحجة

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
العشر من ذي الحجة هي أيام مباركة وقد جعل الله عز وجل فيها من الأعمال والطاعات ما يصل به المسلم إلى عظيم الإيمان والثواب .
قال الله تعالى ( والفجر وليال عشر ) والأيام العشر هي عشر من ذي الحجة حيث أقسم الله عز وجل بهن والله تعالى له أن يقسم بما يشاء من مخلوقاته وما كان ذلك إلا لأن الله فضلها وهي أيام ذكر وقال الله تعالى ( وليذكروا اسم الله في أيام معلومات )
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر قيل ولا مثلهن في سبيل الله ؟ قال : إلا رجل عفر وجهه بالتراب ) رواه الإمام البزار جابر بن عبد الله بسند صحيح (عفر وجهه بالتراب) كناية عن الجهاد.
وعلى هذا فإن العمل الصالح في هذه الأيام العشر عظيم أجره وثوابه وفوزه فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه .
ومن هذا الحديث ومما سبقه يبدو لنا السؤال ما هي الأعمال الصالحة المضاعف فيها الأجر في هذه الأيام العشر ؟
فالجواب على ذلك إنما يعمله المسلم من عمل يتقرب به إلى الله فإن الله تعالى يقبله ويثيبه عليه ويعظم له الأجر في هذه الأيام ومنها .
أولاً : الحج والعمرة لمن يستطيع لذلك سبيلاً لحديث العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور له جزاء إلا الجنة ) رواه الإمام البخاري رحمه الله .
ثانياً : الصيام وأكمله صيام يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله .
ثالثاً : ذكر الله عز وجل مقروناً بتعظيمه سبحانه وتعالى فقد جاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله .
ومن هذا على المسلم أن يجتهد في هذه العشر بالذكر ويكثر منه تعظيماً لله عز وجل ورغبة في الثواب .
رابعاً : الإكثار من النوافل مع المحافظة على الفرائض الخمس جماعة مع الإمام .
فإن الإكثار من النوافل من القربات العظيمة كقيام الليل وصلاة الضحى وغير ذلك من السنن فإن النبي صلى الله عليه وسل يقول في الحديث القدسي عن ربه عز وجل ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلىَّ مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس مؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ) خرجه الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه .
خامساً : إطعام الطعام ونفل الصدقة فهي من الإحسان الذي يثاب عليه المسلم ثواباً عظيماً خاصة أن هذه العشر فيها الأضاحي التي تذبح تقرباً إلى الله ويشار في أهدافها إلى إطعام الفقراء والمساكين وأهل العوز والحاجة والله تعالى يقول (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتمياً وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً )
سادساً : الإكثار من قضاء الحوائج وتفريج الكربات وصلة الأرحام وإصلاح ذات البين والتنفيس عن المكلومين والمعوزين وإزالة الجفوات بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من المحاسن التي يدعوا لها الإسلام .