ما هو التأصيل الشرعي

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التأصيل الشرعي هو أن يكون كل عمل نعمله مقيد بالشرعية الإسلامية التي مرجعها القرآن والسنة فمثلاً في العلم الشرعي يكون التأصيل بما يلي :
المراد بالتأصيل العلمي الشرعي هو أن طالب العلم يطلب العلم الشرعي على ركائز رئيسة مهمة حيث بنى ما طلبه بالتأصيل العلمي وسأذكر لك مهام تأصيل العلم :
1/ الإختيار الصحيح لنوع العلم الشرعي الذي يطلبه الطالب من متون العقيدة والتفسير والحديث واللغة والسيرة ففي هذا يحتاج طالب العلم إلى التأصيل ومعنى التأصيل هنا أن يبدأ بالأولى فالأولى أن يبدأ بصغار العلم قبل كباره فمثلاً لو قلنا في كتب العقيدة فليبدأ بالقواعد الأربع والأصول الثلاثة ثم كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وهذا من التأصيل .
ثم بعد هذا التأصيل ينتقل إلى كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ثم ينتقل إلى العقيدة الطحاوية أو الواسطية وغيرهما .
وبعد ذلك ينتقل إلى ما بعد ذلك في كتب السنة كالسنة للإمام الحميدي وأصول الإعتقاد للالكائي وهكذا .
فهنا أصل العلم وجوده بهذه المتون التي لا بد منها ثم بعد ذلك ينتقل إلى التفسير فيأخذ من التفسير بدايته كتفسير ابن كثير والقرطبي وتفسير السعدي .
ثم بعد ذلك ينتقل إلى الحديث فيأخذ الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام ثم ينتقل إلى الصحيحين والسنن .
ثم ينتقل إلى الفقه فيقرأ زاد المستقنع ويتعلم من شروحاته ثم ينتقل إلى غيره من كتب الفقه ككتاب التسهيل للبعلي وفي السيرة يقرأ المختصرات كمختصر السيرة للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
هذا معنى التأصيل في العلم الشرعي إذا لا يصلح أن يبنى دون عمد .
وفي الدعوة ربطها بما جاء في القرآن والسنة والتجديد فيها يكون متوافقاً مع الشريعة فإن أصلنا الدعوة نجح الدعاة في طريقهم وتعاونوا على البر والتقوى لا شك أن ثمرة هذا التأصيل كبيرة ونافعة بإذن الله وعلى هذا إن حصل للدعاة هذا التأصيل شاركوا بعضهم في الدعوة بلا ملل ولا حسد .
فالإمام الشافعي رحمه الله قام بعمل عظيم في هذه المسألة فحينما وفقه الله لتأليف أصول الفقه نجح رحمه الله في أن تواصل أهل الفقه مع بعضهم ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله ( ما زلنا نلعن أصحاب الرأي ويلعنونا حتى جاء الشافعي فمزج بيننا )
وعلى مما تعلمنا أن الإسلام جاء ليحقق مقاصد عظيمة من الضرورات .
فلو تأملنا الأمن وكيف نؤصله تأصيلاً شرعياً لنجح المجتمع في تعاون الأفراد والمجتمعات في كل خير لأن المجتمعات قوامها الأمن الإجتماعي الذي يتمثل في عدم التعدي على الحقوق واداء الأمانة لأصحابها وعدم التعدي على الأعراض والدماء وهذا هو مطلب الشرع كما جاء في القرآن والسنة .
وعلى هذا لو أصل الناس الأمن كما يريده الإسلام لما تعدى أحد على أحد ولعرف كل واحد منا ماله وما عليه وهذا في جميع الأمور .