الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لك التوفيق والثبات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أمر طيب جلوسك مع أخواتك المسلمات ومناصحتهن في جلسة إيمانية طيبة تقوم على الذكر و التوجيه الحسن ينتفعن ويتذكرن قال الله تعالى (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ))
فهذا العمل من الخير الذي حثنا عليه الإسلام خاصة أن كبيرات السن بحاجة إلى المؤانسة بالمواعظ والذكر الطيب .
وكان السلف الصالح رحمهم الله يهتمون بالمواعظ والذكر لصلاح أنفسهم وتوجيه غيرهم إلى الخير فنتج من هذا الصلاح في مجتمعاتهم وزهدهم في الحياة وطلبهم للآخرة بل إن نساءهم حينما جرى تربيتهن على الخير نشأ منهن صالحات مؤمنات قانتات عابدات .
فهذه أم الحسن بن صالح رحمها الله تقوم ثلث الليل وتبكي الليل والنهار خوفاً من الله وطلباً لمرضاته فماتت ومات الحسن فرؤي الحسن في المنام فقيل له ما فعلت الوالدة ؟ فقال : بُدلت بطول البكاء سرور الأبد ))
يعني سرور الآخرة وفلاحها لأنها كانت عابدة تعرف حق ربها عز وجل .
وهذه أم حسان العابدة دخل عليها الإمام سفيان الثوري رحمه الله فلم ير في بيتها غير قطعة حصير فأشار لها أن تكتب إلى بني أعمامها يساعدونها حتى قال لو كتبت رقعة أي خطاب إلى بني أعمامك لغيروا من سوء حالك .فقالت : يا سفيان والله ما أحب أن يأتي علي وقت وأنا متشاغلة عن الله بغير الله فبكى سفيان .
لله درهن من نساء صالحات عابدات .
وروى عن خالد بن صفوان السدوسي أنه قال كان أبي خاصاً لسفيان الثوري قال أبي إستأذنت على سفيان الثوري في الظهر فدخلت عليه وهو يقول هذه الآية (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم )) ثم يقول بلى يا رب بلى يا رب ثم ينتحب اي يبكي وينظر إلى سقف البيت ودموعه تسيل قال فمكثت جالساً عنده ما شاء الله ثم أقبل علي وجلس معي فقال منذ كم أنت ها هنا ما شعرت بمكانك .
نعم ما شعر بمكانه من فرط خوفه وتدبره للآية وبكاءه الشديد من خوف الله عز وجل .
وهذا الإمام الحسن البصري رحمه الله أتته ليلة فبكى فضج أهل الدار بالبكاء فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنباً لي فبكيت
أما فضل الذكر فقد جاء فيه
روى الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : إن لله ملائكة فضلاً عن كتاب الناس يطوفون فيالطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا : هلموا إلى حاجتكم قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال: فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم ما يقول عبادي؟ قال : يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال: فيقول : هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله مارأوك قال: فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادةً وأشد لك تحميداً وتمجيداً وأكثر لك تسبيحاً قال: فيقول: مايسألوني؟ قال: فيقولون: يسألون الجنة قال: فيقول: وهل رأوها ؟ قال : فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها قال: فيقول: كيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبةً قال: فيقول: فمم يستعيذون ؟ قال: فيقولون : من النارقال: فيقول: وهل رأوها ؟
قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها قال : يقول : كيف لو رأوها
قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لهامخافةً قال: يقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال : فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجةٍ قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن أنس عن رسول الله قال ) ما من قوم إجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم منادٍمن السماء أن قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات )
وروى الإمام الترمذي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( لا يقعد قوم يذكرون الله عزوجل إلاحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده )