هل يجوز إسقاط الجنين المشوه ؟

[أبو يوسف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بارك الله فيك ياشيخ سائل يقول :


زوجتي حامل بالشهر الخامس والجنين ينبض قلبه وثبتت في تحاليله تشوهات خلقيه في قلبه ودماغه وباقي اعضاء جسمه هل يجوز ياشيخ اسقاطه قبل ولادته

اسأل الله لنا ولك التوفيق أفتني ياشيخ فيعلم الله لا أعرف النوم ولا راحت البال وأن هذا الجنين هو البكر .




وفقنا الله وأياك ..

[الشيخ عيسى]

الإجهاض يطلق في اللغه على معنيين:
الأول إلقاء الحمل الذي في رحم المرأه حيث يكون ناقصا للخلقه.
الثاني يكون ناقص المده.
ويعبر الفقهاء على الإجهاض بعدة معان منها الإسقاط والطرح والإملاص
حكم الإجهاض قبل نفخ الروح:من الفقهاء من قال بالإباحه مطلقا وعلى هذا ذهب بعض الاحناف فقد قالوا بإباحه الإسقاط للحمل مالم يتخلق ويعنون بذلك نفخ الروح،
وذهب الإمام اللخمي من المالكيه بإباحه ذلك قبل الأربعين،وبهذا قال الإمام المروزي من الشافعيه،وفي مذهب الحنابله أجازوا للمرأه شرب الدواء المباح لإلقاء نطفه لاعلقه وهذا متضمن لكونها نطفه بعيده عن فتره التخلق ومن العلماء من قال بالإباحه قبل التخلق لعذر وعلى هذا اصل مذهب الاحناف فقد ذهب الامام ابن عابدين كراهة ذلك إلالعذر،وذكر الإمام ابن رهبان إن إباحه الإسقاط محموله على الضروره وذكر ان من الاعذار ان ينقطع لبنها بعد ظهور الحمل فيتضرر الرضيع.
اما المالكيه :فقالوا بالتحريم وعلق على ذلك الإمام الدسوقي فقال هذا هو المعتمد،وذهب الى ذلك اكثر الحنابله والشافعيه إلا مادعت ضروره لذلك.
حكم الإجهاض بعد نفخ الروح:
من المعلوم عند الفقهاء أن نفخ الروح يكون بعده مدةمائه وعشرين يوما واستدلوا بحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفه ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح )خرجه الإمام مسلم رحمه الله
وعلى هذا أتفق الفقهاء على تحريم الإجهاض بعد نفخ الروح وهذا بالإجماع حتى عدواذلك من القتل،إلا انهم استثنوا الجواز للإسقاط بعد نفخ الروح حال كون بقاءه خطر على حياه الام.
قال المالكيه:
الإجهاض بعد نفخ الروح حرام بأجماع الأراء قال الرملي(أما اذا نفخ الروح في الجنين الى الوضع فلا شك في التحريم)
قال الحنابله:
يحرم الإجهاض بعد نفخ الروح قال ابن قدامه: من ضرب بطن امرأه فألقت جنيناً وفي الحامل إذا شربت دواء فألقت جنيناً أن على كل واحد فيها كفارة وغرة وهذا يستلزم التحريم عندهم
سقاط الجنين الذي به تشوه نظر مسألته المجمع في دورته الثانية عشرة والتي كانت في مكة المكرمة بتاريخ 15/7/1410هـ بإباحة إسقاط الجنين المشوه وبعد موافقة والده ووالدته وقالوا بإشتراط قبل مرور مائة وعشرين يوماً من بدء الحمل . إنتهى ما ورد في النص