عظام الميتة

[عرفات محمودالمتولي]

هل عظام الميتة طاهرة ام علي النجاسة وما حكم ايضا شعرها

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بكونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عظام الميتة مختلف فيه عند العلماء
في مذهب الأحناف
قالوا إن عظم الميتة طاهر سواء كان ظفر أو قرن ويرون جواز بيعها مع أنهم استثنوا عظم الخنزير لنجاسته , جاء في بدائع الصنائع للكاساني 6 / 491 : ( وأما عظم الميتة وعصبها وشعرها وصوفها ووبرها وريشها وخفها وظلفها وحافرها يجوز بيعها والإنتفاع بها ) واستدلوا بقول الله تعالى : ( وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ) سورةالنحل / 80 فقالوا : أخبر سبحانه وتعالى أنه جعل هذه الأشياء لنا ومنّ علينا بذلك من غير فصل بين الذكية والميتة فيدل على تأكيد الإباحة ولأن حرمة الميتة ليست بموتها فإن الموت موجود في السمك والجراد وهما حلالان بل لما فيها من الرطوبات السيالة والدماء المتنجسة لا نجمادها بالموت . بدائع الصنائع للكاساني 6 / 492 واستدلوا بحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا بأس بجلد الميتة إذا دبغ ولا بأس بصوفها وشعرها وقرونها إذا غسل بالماء ) سنن الدار قطني للإمام علي بن عمر الدار قطني
فعلى هذا يرون أن الممنوع هو الميتة ذاتها لا أجزاءها كالعظام والجلد والشعر والظفر ونحوه لأنهم يجعلون العلة للمنع في الرطوبات السيالة والدماء النجسة والعظام عندهم لا رطوبة ولا دم يجري فيها فقالوا بعدم نجاستها .


في مذهب المالكية
يرون أن عظم الميتة يأخذ حكم أصله جاء في المدونة ( لا أرى أن تشترى عظام ولا تباع ولا يتَّجر فيها ولا يشمط بأمشاطها ولا يدهن بدهنها كيف يجعل الدهن في الميتة ويمشط لحيته بعظام الميتة وهي مبلولة ) المدونة الكبرى في مذهب الإمام مالك برواية سحنون التنوخي 3 / 199
واستدلوا بعموم قول الله تعالى ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ) سورة المائدة / 3


في مذهب الشافعية
( يرون أنه لا يجوز ولا يصح بيع عظام الميتة ولو أوقدوها تحت قدر أو غيرها ) كتاب الأم للإمام محمد بن إسماعيل الشافعي 6 / 240 ط 2 واستدلوا بقول الله تعالى ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ ) سورة المائدة / 3 وبحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم عام الفتح وهو بمكة أن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام ) خرجه الإمام البخاري


في مذهب الحنابلة
يرون نجاسة عظام الميتة فقد جاء في كشاف القناع للإمام منصور بن يونس البهوتي ( وعظمها وضرسها وظفرها وحافرها وأصول شعرها وأصول ريشها وهو رطب أو يابس نجس لأنه من جملة أجزاء الميتة أشبه سائرها ) 4 / 1386 ط 1 واستدلوا بعموم الآية ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ ) سورة المائدة / 3 وكذلك بالحديث ( النبي صلى الله عليه وسلم يقوم عام الفتح وهو بمكة إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام )


الترجيح
والذي أرجحه بعد النظر والتأمل لأقوال الفقهاء في هذه المسألة هو تحريم بيع عظام الميتة وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء لأن استدلالهم أقوى من استدلال الأحناف فإن ما جاء في استدلالات الأحناف لا تثبت أما النظر في أسانيدها أما رأي جمهور الفقهاء رحمهم الله فهو أقوى ففي قول الله تعالى ( قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) ) سورة يس
فالمتأمل للآية يجد أن العظام جعل الله فيها حياة فموت الأصل موت لها وهي تأخذ حكم الكل