الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في مذهب جماهير العلماء المالكية والشافعية وبعض فقهاء الحنبلية يجوز للمصلي أن يدعو في صلاته في محل الدعاء سواء كانت فريضة أو نافلة حال السجود وبين السجدتين وبعد التشهد الأخير قبل سلامه من صلاته ففي سجوده بعد قول سبحان ربي الأعلى له أن يدعو من خيرية الدنيا والآخرة بدليل ما رواه مسلم رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). وأيضا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فإنه قمن أن يستجاب لكم) ومعنى قمن أن يحرى أن يستحاب لكم.
وله أيضا عن ابن هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجدوه: (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره علانيته وسره). وكذلك بعد تشهده الأخير قبل السلام له أن يدعو من خير الدنيا والآخرة بدليل ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة التشهد ثم قال في آخره ثم ليتخير من المسألة ما شاء) .
جاء في كتاب الدوقة لابن سحنون ج1 ص192 قال الإمام مالك: ولا بأس أن يدعو بجميع حوائجه في المكتوبة. وقال الإمام النووي رحمه الله في كتابه المجموع ج454 ص3 كما في مذهبهم الشافعي: مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعا ءبه من أمور الدنيا وأمور الدين) وله أن يقول اللهم ارزقني كسبا طيباً وولداً وداراً وبهذا قال جمع من العلماء كالثوري وأبي ثور وإسحاق وذهب الإمام أبو حنيفة وأحمد أنه لا يجوز أن يدعو إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن.
والذي أميل إليه هو القول الأول أن له أن يدعو في صلاته في موضع سجوده بعد التسبيح وبعد تشهده قبل السلام بما شاء من خيري الدنيا والآخرة لأن النصوص الثابتة في الصحيحين دالة على ذلك.