إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-13-2011, 09:17 AM   #1
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,143
افتراضي إحذر اليمين الكاذبة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مقالي معكم اليوم حول اليمين الكاذبة
إن الدعاوى والخصومات تكون بين مدعي ومدعى عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو يُعطى بدعواهم لدعى رجال أموال قوم ودماؤهم لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر ) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله .
فاليمين على المنكر وقد تكون على المدعي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالشاهد واليمين .
هذه اليمين هي الحلف بالله عز وجل حيث يحلف المسلم إما لإثبات حق له أو يحلف لنفي ما ادعى عليه من الحقوق .
لكن المؤمن حقا هو الذي يخاف الله ويرجوه وهو على يقين بأن الخصومة شقاء يوم القيامة وأن الله عز وجل يعلم السر وأخفى .
قال الله تعالى (قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ )
فاليمين هي من تعظيم الله عز وجل فلا يليق بالمسلم أن يحيد بها ليحقق أغراض باطلة أو أن يجعلها سبيلاً في غير موقعها المشروع .
فعلى المسلم أن يتقي الله في يمينه فهب أنه حلف باليمين وهو كاذب وحقق مقصداً دنيوياً زائلاً وتقلب على خصمه فماذا بعد فالله تعالى خصمه يوم القيامة وقد حذر الله من اليمين الكاذبة فقال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
أترضى لنفسك أن تكون في جملة هؤلاء الخاسرين ؟
أترضى لنفسك أن تكون ممن لا يكلمهم الله ولهم عذاب أليم ؟
لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية قال أبو ذر رضي الله عنه : ( خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟ قال : ( المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) رواه الإمام مسلم رحمه الله .
فالأمر مهول فعلى المسلم أن لا يبيع أخرته بدنياه من أجل مصالح الدنيا .
جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان قالوا يا رسول الله ولو يسيراً ؟ قال : ولو قضيباً من أراك )
جاء رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في خصومة .
أحدهما من حضرموت والآخر من كندة تخاصما في أرض فقال الحضرمي يا رسول الله هي أرض إغتصبها هذا .
وقال الآخر : هي أرضي أزرعها ورثتها من أبي .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمدعي ألك بينة ؟ قال : لا . قال : إذاً يحلف صاحبك .
قال : يا رسول الله إذاً يحلف ولا يبالى فهو فاجر لا يتورع عن شيء .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لأن حلف على يمين ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان )
فعند ذلك ارتعب الرجل ورد الأمر إلى أهله .
هكذا الإيمان الحق يمنع صاحبه من الوقوع في الباطل وأن لا يحلف بالله كاذباً ليقتطع بها حق امرئ مسلم .
ولذلك عد النبي صلى الله عليه اليمين الفاجرة من الكبائر فقال ( الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس )
فكن حذراً أخي المسلم / أختي المسلمة من اليمين التي تضييع حقوق الآخرين .
فكم من يمين انطلقت من أفواه كاذبة صارت وبالاً على صاحبها حلف بالله كذباً على اقتطاع حق مسلم فعوقب بالبلاء.
حلف بالله كاذباً بإتهام شخص أنه عمل باطلاً وذاك لم يعمله فقامت تلك اليمين الكاذبة سيئاً في وجهه لشناعة ظلمة .
حلف بالله ظلماً وعدواناً وكيداً فجاءته هذه اليمين في الدنيا قبل الآخرة بعقوبات وويلات .
فعلى المسلم أن يحذر ذلك ولا يجعل الدنيا أكبر همه .


التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ عيسى ; 11-13-2011 الساعة 05:26 PM
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.