عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2008, 07:30 AM   #1
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,132
افتراضي عبادة الرجاء وحسن الظن بالله

عبادة الرجاء وحسن الظن بالله

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
روى الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) إن حسن الظن بالله عز وجل من العبادات التي أُمرنا بها قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله ( ولا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان فإن الحسن حسن الظن بربه ) قال الإمام الحسن البصري رحمه الله ( إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل ) لذلك حينما تتأمل عبادة حسن الظن تلمس أن هذا الجانب نوع من العبادات حينئذ لا يسوغ لمن يحسن الظن بالله أن يعصيه ويخالف أمره . قال الإمام ابن هبيرة رحمه الله ( لا يحل والله أن يحسن الظن بمن ترفض ولا بمن يخالف الشرع في حال ) ولذلك جاء في الحديث الذي رواه الإمام ابن ماجة رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حسن الظن من حسن العبادة ) وهكذا رواه الإمام أحمد بسنده . لذلك يجب على المسلم إذا كان يحسن الظن بربه أن يتجنب المعاصي والقبائح والمنكرات . كيف يجمع المسلم بين حسن الظن بالله وهو في تعمد فعل الكبائر مع الذنوب بشرب الخمر ويقول نحن نحسن الظن أن يغفر لنا يأتي الفواحش عمداً ويقول نحن نحسن الظن أن يتوب الله علينا فهذا لا شك من الجهل بالدين لأننا نعلم من ديننا أن حسن الظن بالله هو من حسن العمل نفسه ونصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتوبوا إلى الله عز وجل ويحسنوا الظن بالله أن يغفر لهم ويعفو عنهم لأنهم تابوا وأنابوا
وتأمل معي هذا الحديث الذي خرجه الإمام الترمذي رحمه الله عن معاذ رضي الله عنه
قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير! الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل. قال : ثم تلا ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى بلغ ( يعملون ) ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت: بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم


التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ عيسى ; 12-27-2012 الساعة 12:14 PM
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس