عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2018, 09:45 AM   #2
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,132
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السلام مشروع بين المسلمين من باب الألفة والمحبة وأنت تسلم عليه من هذا الباب .

قال تعالي (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ). هذه الآية تبين أن البشر خلقهم الله عز و جل من ذكر و أنثى و فرقهم شعوبا و قبائل و لا فرق بين عربي و لا عجمي و احمر و اسود إلا بتقوى الله عز و جل فالتفاضل بينهم جميعا هو من هو اتقاهم لله عز و جل و أكرمهم عند الله , و لهذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يضع أصول المجتمع الإسلامي الصحيح منذ بزوغ فجر الإسلام حيث جاء الى جاهلية ما قبل الإسلام فوجدهم يتفاخرون بأجدادهم و أحسابهم و أنسابهم فوضع عنهم هذا و نادي الى أن الكريم هو من كان تقيا و انه لا فرق بين هذا و ذاك إلا بالإيمان و التقوى , و هو يريد أن يهدم التفاخر المقيت الذي يؤدي الى العصبية التي كانت تمزق وحدة الامة و تعمل على الترفع على بعضهم بعضا و عد هذا من أردى الأخلاق حتى قال ( إنما بُعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) , و تميز قوله بالفعل الصادق لنبذ العصبية حتى قال في رجل فارسي و هو سلمان الفارسي رضي الله عنه ( سلمان منا آل البيت ) بل أن سلمان الفارسي خطب الناس له فتاة من قبيلة كندة و هذه من أشهر قبائل العرب بل انه اشترط شروطا عليهم, و تأمل هذا الرجل الفارسي يكون بإيمانه و تقواه لله عز و جل افضل و اكرم من أبي جهل الذي هو عم النبي صلى الله عليه و سلم فما نفعه حسبه القرشي .
مع الإحاطة انه لا مانع أن يفخر الإنسان بقبيلته من باب الفخر الحسن الذي لا يؤدي الى الاستهانة و الاحتقار للآخرين الذين يتساوون معه في كل شيء و لا فرق بينهم , فمشكلة الامة الآن هي (موروثات عرفية) و هذه الموروثات العرفية جلبت حكايات و قصص و أساطير لا صحة لها بل جاءت في قوالب المبالغة في ذكر أن الأجداد شجعان و فرسان و ............ و غيرهم لاشيء و هذا لا شك من امور الجاهلية الأولى التي سطرت في تاريخها النزعة المقيتة التي بها ترفعوا عن بعضهم فالإسلام لا يمنع ذكر المحاسن الطيبة و المآثر النافعة التي فعلها الأجداد و لا مانع من ذكر الخلف لها و الافتخار بحدود الشريعة لا بمقت الآخرين, و لا مانع شرعا من حب الانتماء الى القبيلة فالإنسان له ما ينسب اليه من القبائل لكن بمنظور إسلامي لا باحتقار الآخرين و الترفع عليهم .
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه

الشيخ عيسى متواجد حالياً   رد مع اقتباس