[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يجب على المسلم أن يحرص على الإخلاص والإهتمام بالأجر بالآخرة ولا يكون اهتمامه لأمور الدنيا لأن المسلم لما يطلب بعمله الآخرة رغبة في الإخلاص فإن منافع الدنيا تبعاً حيث تأتي تبعاً دون طلبها فمثلاً لو أنه ذهب لإرادة الحج أو العمرة وهو يريد ما عند الله من الثواب والأجر ثم أرسل لأهله أنا الآن لبست ثياب الإحرام متجهاً للحرم فهذا لا حرج فيه ما دام يقصد بعمله وجه الله وكان الأمر لمجرد إخطار وإخبار وهذا يحتاج إلى نهج في صحة النيات .
ومثله لو أنه حصل على شهادة في علم أو مهنة ثم أرسل شيئاً يدل على أنه بدأ أو انتهى فهذا لا حرج فيه ما دام نيته أولاً لله تعالى قال الله تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) سورة الأنعام آية 162 .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما الأعمال بالنيات ) رواه البخاري رحمه الله .
يروى أن ابن نجيد النيسابوري رحمه الله احتاج شيخه أبو عثمان الحيري رحمه الله ملاً لبعض ثغور المسلمين فجاءه ابن نجيد بألفي درهم فدعا له شيحه ثم مدحه أمام الناس فقام ابن نجيد محاولاَ بعد هذا المدح أن يرد المال فاحتال فقال إنما حملته من مال أمي وهي كارهة وينبغي أن ترده لترضى فرده أبو عثمان الحيري إليه أمام الناس , فلما جن الليل عاد ابن نجيد بالمال وسلمه لشيخه سراً وقال لا أريد مدحاً إنما هو لوجه الله .