الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أفيدك أن خدمة الزوجة لزوجها في البيت كمثل الطبخ والغسل والكنس والترتيب ونحو ذلك فيه خلاف عند الفقهاء رحمهم الله على أقوال عدة :
القول الأول : مذهب جمهور أهل العلم أن المرأة لا يلزمها وجوياً أن تخدم الزوج بطبخ أو غسل أو كنس ونحو ذلك لكنهم قالوا إن هذا يندب له أي أنه من باب الندب وهذا ما عليه بعض علماء المالكية والشافعية والحنابلة والإمام ابن حزم الظاهري .
وهذا ورد في مغني المحتاج للشربيني في مذهب الشافعية في الجزء الرابع ومواهب الجليل بشرح خليل في الجزء الرابع والكافي في مذهب الحنابلة الجزء الثالث وفي الروض المربع ومنتهي الإرادات في الجزء الثاني
دليلهم في ذلك : أن الأصل عندهم في فقههم لهذه المسألة أن عقد النكاح عقد منفعة للإستمتاع لا للخدمة وأن القول بوجوب خدمة المرأة في مثل هذه الأمور لا تأتي إلا بدليل ولا دليل ينص على ذلك
القول الثاني : في مذهب الأحناف يرون أن خدمة الزوجة لزوجها في غسل أو طبخ أو كنس هو من باب الديانة كما في بدائع الصنائع للكاساني الجزء الرابع .
ودليلهم في ذلك : بالرأي أن خدمتها ديانة من باب ما بينها وبين الله على أنها عشرة بالمعروف .
القول الثالث : أنه يلزمها ويجب عليها أن تخدم زوجها في الكنس والطبخ والغسل ونحو ذلك وذهب إلى ذلك الإمام أبو ثور كما نقله الإمام ابن حزم الظاهري في كتابه المحلي الجزء التاسع .
ودليلهم في ذلك : ما جاء في خدمة فاطمة رضي الله عنها مع على ابن أبي طالب رضي الله عنه أنها أشكت ما تلقى من الرحى مما تطحن وهذا رواه الإمام البخاري .
وأيضا أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي على ثلاث فرسخ ) رواه الإمام البخاري .
القول الرابع : أنه لا يلزمها أن تخدم زوجها في طبخ وغسل ونحو ذلك إلا إذا كانت الخدمة التي منها إلى زوجها بالمعروف من مثلها لمثله وذهب إلى ذلك الإمام مالك رحمه الله تعالى كما في المنتقى في شرح الموطأ في الجزء الرابع وإختار هذا الرأي الإمام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الفتاوي الجزء الخامس .
ودليلهم في ذلك : أن الرجل يلزمه أن يأتي لزوجته بخادم أو خادم يخدمها وهي مما ثبت عند السلف في باب النفقات أن الزوجة لها خادم كما هو في كثير من كتب أهل العلم .
والذي أميل إليه : أن الخدمة من الزوجة لزوجها في طبخ وكنس وغسل هي من باب الندب والمعاشرة بالمعروف وعلى الزوج أن يخدم أهل بيته كما كان النبي صلى الله عليه وسلمك يخدم أهل بيته يرقع الثوب ويحلب الشاة وهذا دليل على الإمالة .