الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا كان والدك قد وقع في معصية خالف فيها أمر الله عز وجل فعليكم مناصحته بلطف ومعاتبة حسنة لتأخذو بيده إلى طريق الهداية ولا يصلح فضحه أمام باقي العائلة بل يستر عليه ويناصح ويذكر بالله عز وجل بالدعوة الحسنة لقول الله تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
ولو قارنا تشاجرك مع والدك ومعصيته لله تعالى لوجدنا أنك أيضاً عصيت الله عز وجل بعدم طاعتك لله لقوله تعالى ( فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا )
ومن كلامك أن الأمر حصل فيه مشاجرة مع الأب وهذا خطأ فمعصيته لا تفرض عليكم سلوكاً شائناً بالرد والسب معه بل إن الله تعالى قال لنا بأن لا ننهر الوالدين حتى ولو ان أحدهم أمر ابنه او بنته بالكفر بالله .
تأملي معي هذه الآية ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا )
وقال الله تعالى ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) سورة لقمان آية (15)
وعلى هذا فإن تصرفك لا يجوز شرعاً فإنه مهما حصل من الأب من معاصي وسيئات لا يلزم مقاطعته بل علينا أن نقف معه للمناصحة والقرب منه لحثه على الفضائل وتركه للرزائل حتى لا يغرق أكثر في بحار الظلمات .