عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2017, 05:59 PM   #3
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,132
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى ( وزنوا بالقسطاس المستقيم )
ولذلك ميزان المسلم فيما لديه من عواطف هو ما جاء في شرع الله عز وجل وإذا نظرنا إلى النصوص الشرعية نجد أن الله تعالى حرم علينا الاستغفار لمن مات على كفر سواء كان من أهل الجاهلية الأولى أو ممن سبقهم أو ممن جاء بعدهم .
فلا يجوز الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة لأن الله تعالى يقول في كتابه ( إن الله لا يغفر أن يشرك به )
وهذه الآية تبين حكم الله في تعذيبه الكافرين ولهذا قال سبحانه وتعالى ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يسغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربة من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم )
هذه نصوص وغيرها وارد في القرآن الكريم على أن المسلم يأخذ بالنصوص لا بالعواطف ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما عطس يهودي عنده افتعلها ليدعو له الرسول بالرحمة فكان النبي عليه الصلاة يقول يهديكم الله ويصلح بالكم ولم يقل يرحكم الله لأن الدعاء بالرحمة خاص بالمسلم .
والأصل في الدعاء أن جائز للعموم فيما كان في أمر لم يقيده الشرع بالمنع ونحن نهينا شرعا أن ندعو أو نستغفر للمشركين سواء كانوا ذا شهرة أو من دونهم ولك أن تدعو بالدعاء الذي يخص دنياه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لليهود أن يكشف الله عنهم الجدب والقحط حينما وعدوه بالدخول في الإسلام والنصوص في هذه المسألة كثيرة جدا فلا ينبغي لنا أن نجعل عواطفنا تحكمن إنما الذي يحكمنا هو شرع الله .
ولقد نقل الإمام النووي الإجماع على حرمة الاستغفار للمشركين والكافرين والترحم عليهم .
أما الدعاء المتضمن للمغفرة التي يراد بها الهداية للإسلام كقوله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون فهذا يجوز على معنى أن يهديهم للإسلام الذي يصح معه المغفرة لكونهم أحياء ولهذا قال أكثر اهل العلم كما نقله القرطبي لا بأس أن يدعو الرجل لأبويه الكافرين ويستغفر لهم من هذا الباب ما داما حيين فأما من مات فقد انقطع عنه الرجاء فلا يدعا له بالمغفرة . هذا والله أعلم .

الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس