الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله عز وجل رخص لعباده المؤمنين القصر والجمع في السفر كما في قوله تعالى (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا )
والرسول صلى الله عليه وسلم لما سافر كما هو معروف في السنة في كتب الأحاديث ومنها ما رواه أنس ن مالك رضي الله عنه قال ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه سولم إلى مكة فصلى ركعتين حتى رجع وأقمنا بمكة عشراً نقصر الصلاة )
فعلى هذا فإن السنة في السفر قصر الرباعية إلى ركعتين لحديث عمر رضي الله عنه قال صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وكان لا يزيد في السفر على ركعتين ) وأبا بكر وعمر وعثمان كذلك ) متفق على صحته .
ثم إن قصر الرباعي رخصة لحديث يعلي بن أمية رضي الله عنه قال : قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) فقد أمن الناس قال : عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال ( صدقة تصدق الله بها عليكم فأقبلوا صدقته ) رواه الجماعة .
فهذه هي السنة في قصر الصلاة في السفر ومن لم يقصر وصلى تامة فصلاته صحيحة ولكن خالف السنة .
لكن من طالت مدة مكوثة في بلد السفر بحكم إقامته كالدراسة والتعليم ونحوهما فإن علماء الحنابلة يرون أنه يقطع القصر والجمع وهذا أميل إليه وإذا عاد لبلده يقطع الترخص ولو مكث يوماُ ثم سافر