[الشيخ عيسى]

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الزواج من نعم الله عز وجل على الإنسان و هو آية من آيات الله فهو سبحانه و تعالى يقول (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) .
فالإسلام بيَن مكانة الزواج في حياة الناس و عمل على حثهم عليه لان بالزواج التكاثر و التناسل و الحماية من الرذائل و جعل الزواج راحة و سكينة و سكنا فقال تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) .
و قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء )
و على الناس أن ييسروا أمر الزواج و يقللوا من المهور و الإنفاق فانه كل ما كان الإنفاق على الزواج يسيرا كلما كانت البركة أكثر .
و لا يفوتنا أن العمل على تيسير المهور و الإنفاق هو طريق الى القضاء على العنوسة التي بدأت تظهر جليا في الواقع , و بقاء الشباب و الفتيات بدون زواج ضرره كبير على المجتمع , و من أسباب ظاهرة العنوسة زيادة المهور و التكاليف الباهظة لحفل الزواج و الإنفاق العام على الزواج و التعصب للقبيلة و العائلة و عدم رغبة الشباب بمن هي اقل منه سنا او أكثر عمرا او هي مريضة و نحو ذلك حيث يلتفت الى أمور الدنيا مع أن الزواج بمن يكون لها الزواج فرجا أكثر أجرا و أعظم فوزا في الآخرة و غير ذلك من الأسباب التي تؤدي الى استفحال هذه الظاهرة التي تشكو منها المجتمعات الإسلامية , و قد قرأت في إحصائيات أن عدد العنوسة في المجتمع السعودي بلغت أكثر من مليون و نصف المليون فتاة عانس و هذا لاشك من أسبابه ما ذكرته آنفا و أيضا العادات و التقاليد و تشديد بعض الآباء في قضية زواج ابنته في أشياء تافهة حتي يذهب وقت زواجها و تقع فريسة للهموم و الغموم و العنوسة .
لذلك أناشد الآباء بل المجتمع أن يتنبهوا لهذه القضية و يعملوا على التعاون على البر و التقوى في قضية الزواج لان في الزواج الخير الكثير للمجتمعات الإسلامية .