سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش) (http://www.essanet.org/fatawa/index.php)
-   استشارة الشيخ (http://www.essanet.org/fatawa/forumdisplay.php?f=9)
-   -   ساعدني يا شيخ !! (http://www.essanet.org/fatawa/showthread.php?t=12710)

Oussama 09-11-2015 03:43 PM

ساعدني يا شيخ !!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ عيسى الدرويش أنا منذ شهرين تقريبا و بالتحديد في بداية شهر رمضان بدأت أعاني من وسواس الشيطان فمثلا عندما كنت أتوضأ كان الشيطان -لعنه الله- يوسوس لي بأن ثيابي عليها نجاسة فبسبب هذا كنت أستغرق الكثير من الوقت للوضوء حتى تفوتني الصلاة ..وأيضا كان يوسوس لي الشيطان بأني سأدخل النار و أخلد فيها وأن الله لن يسامحني أبدا فكنت أشعر بالخوف والحزن الشديد حتى أني كنت أبكي في صلوات التراويح بسبب وساويس الشيطان القذرة وتعكرت حالتي النفسية و كنت قد شعرت أني سأدخل النار -نعوذ بالله من النار- لهذا كنت طيلة الوقت حزينا ومكتئبا..على كل حال مرت الأيام وكانت حالتي النفسية تسوء يوما بعد يوم إلى أن أصبحت أعاني من وسواس الإيمان ..فوالله هذا المرض النفسي بشع جدا وهو أشد من الوسوسة في الصلاة والوضوء .. أنا يا حضرة الشيخ لم أجد حل نهائيا للتخلص من الوساويس و الأفكار السيئة جدا التي يوسوسها لي الشيطان-لعنه الله- والتي هي تتعلق بالله سبحانه وتعالى وبدين الإسلام وبرسل الله . والله أتمنى أن أشفى من هذا المرض و أدعو الله رب العرش العظيم أن يشفيني.. والله يا شيخ كل صباح وكل مساء يوسوس لي الشيطان بوساويس -لا أستطيع أن أقولها - فيها كفر بالله -والعياذ بالله- والله حاولت كثيرا أن لا ألتفت إلى وساويس الشيطان و جاهدته وحاربته وكنت أتغلب عليه في بعض الأحيان لكن دون جدوى.. والله أصبحت أشك أني كفرت بالله -والعياذ بالله-عندما أتكلم بكلام عادي وكنت حتى أنهي الشك كنت أردد كلامي عدة مرات..حتى عندما أقول كلاما في نفسي يعني كلاما لا أنطقه بلساني لكن أقوله بيني وبين نفسي أي -حديث النفس- عندها أشعر بأن الشيطان يغير الكلام الذي أقوله في نفسي ويجعله كلام كفر وشرك بالله -والعياذ بالله- فمثلا كنت أقول في نفسي ربي هو الله الواحد القهار في ذلك الوقت أشعر أن الشيطان يوسوس في نفسي ويقول عكس ما أقوله يعني كلام كفر..عندها أشعر بالخوف الشديد من أني قد قلت كلام الكفر الذي قاله الشيطان في نفسيوالله يا شيخ أنا في بعض الأوقات أفكر في أن أنتحر بسبب الأفكار السيئة التي يوسوسها لي الشيطان
سؤالي هو يا فضيلة الشيخ ..هل الله عز وجل يحاسبني على الوساويس وكلام الكفر الذي يقوله لي الشيطان -لعنة الله عليه-وهل أحاسب على الكلام الذي أقوله في نفسي ..وكيفية التخلص من هذه الوساويس الشيطانية وأرجو منك يا شيخ أن تجيبني على كل أسئلتي والله ياشيخ أنا أبكي كل يوم وأنا دائما حزين فبالله عليك ساعدني !! أرجوك يا شيخ !! وجزاك الله خيرا

الشيخ عيسى 09-20-2015 05:15 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرض الوسواس يدخل على الإنسان من باب التشكيك في العقيدة أو في العبادات أو في الوضوء أو في الإغتسال لأن الشيطان يريد إشغال المسلم عن دينه وأوامر ربه ثم هو يأتي لا لأنك أخطأت إنما يأتيك لأنك أصبت فيجعلك مشغولاً في تفكيرك بل في سائر تصرفاتك فيخطر لك الخطرات وعلى هذا على المؤمن أن يصرف عنه هذا الكيد وهذه الوساوس فإن الشيطان يأتي للإنسان ويزين له ويشوش عليه في العقيدة كما جاء في الحديث الصيحيح (يأتي الشيطان أحدكم فيقول له من خلق هذا ؟ من خلق هذا ؟ حتى يقول من خلق الله ؟ فمن وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته )
بل إن الشيطان قد يأتي ليشوش على الإيمان فبعض الصحابة رضي الله عنهم شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمراً يجدونه في نفوسهم ما يستطيعوا أن يتكلموا به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم : (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة )
وإن مدافعة الوسواس الشيطاني هي من الإيمان لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : ( وقد وجتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذلك صريح الإيمان ) خرجه مسلم رحمه الله .
فإن هذه الوسوسة التي قد تحتدم مع الإنسان فيحصل الشك في صدره فعليه أن يحارب ذلك بسلاح التوحيد فإن ابن عباس رضي الله عنهما جاءه رجل اسمه زميل فقال له : ( يا ابن عباس ما شيء أجده في صدري ؟ قال وما هو ؟ قال : قلت والله لا أتكلم به . فقال ابن عباس أشيء في شك ؟ قلت : بلا . فقال ابن عباس : ما نجا من ذلك أحد . فإذا وجدت في نفسك شيئاً فقل : ( هو الله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )
فرضي الله عن ابن عباس فهذا توجيه يراد منه التسلح بسلاح العقيدة والإيمان لطرد وساوس الشيطان .
فالوسواس القهري إرادة عصيبة متسلطة بحالة من الأفكار التي تجتمع مع القلق النفسي لتكون نزعات غريبة من الأفكار والخواطر لدى الإنسان مع أنه لا يريدها ويرتضيها لمخالفتها للفطرة إلا أنه مستسلم لها لأنها قهرية باندفاعها عليه حيث تعصف به مع اعترافه أنها وساوس نشأت لديه حرصاً على الدين لكن جنحت به حتى صارت في صلاته ووضوئه واغتساله وربما في أمور عقيدته وقد تنشأ هذه الوساوس خطرات من الأفكار التي تولد عقدة المبالغة الشديدة في النظافة خشية الأمراض حيث يوسوس فيما يأكله وما يشربه بل قد يوسوس فيما يضع الطعام فيه هل هو نظيف أم لا وكذلك وسواس الخوف من الأمراض غير المعقول .
فعلاج هذه الوساوس بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه هو العلاج السلوكي وهو معاندة هذه الوساوس ومحاولة المقاومة لصدها و إغلاق بابها واستبدالها بخواطر جميلة وهذا يحتاج إلى الصبر والمصابرة وعند عدم التخلص منها لا يمنع للمسلم أن يعرض نفسه لطبيب نفسي ليدرس حالته .
<!-- / message -->

<!-- / message -->


الساعة الآن 05:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.