سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مسألة التشريك والتداخل بنية واحدة بين القضاء لرمضان وصيام يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو الست من شوال أو من النفل المطلق فهذه مسألة خلافية عند الفقهاء على قولين :
الأول : مذهب الأحناف فإنهم قالوا : لا يجوز تشريك النية بين قضاء ونفل و عندهم يقع عن إحداهما وهذا ما ذهب إليه المالكية والحنابلة وهذا هو رأي الجمهور كما في كتاب بدائع الصنائع للكاساني ( 2/ 84.85) وكتاب المحيط البرهاني لأبي المعالي (2/ 381 ) وكتاب تبيين الحقائق للزيلعي (3/13)
الثاني : مذهب الشافعية فهم يرون تشريك النية بين القضاء والست من شوال وعرفة وعاشوراء وغيرها من النوافل وقالوا : من نوى صيام قضاء ونوى معه عرفة أو نذر أو كفارة فيثبت له الأجر بصوم النفل وتسقط المطالبة كما جاء في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي (ص22)
ولبعض المالكية رأي آخر من أصل المذهب كما هو قول الإمام الخرشي في شرحه لمختصر خليل بأنه يجوز الجمع بين نية القضاء والست من شوال .
أما مسألة التداخل والتشريك في نية ما بين نافلتين في الصوم كمن يصوم عرفة ووافق الاثنين أو الخميس أو يصوم عاشوراء ووافق الاثنين أو الخميس أو الست من شوال ووافق ما ذكرت أعلاه فإن العلماء باتفاق على صحة ذلك لأن المقصود هو شغل المحل بالصوم .
إذاً يظهر من هذا أن الخلاف ورد في مسألة القضاء والنفل أما النوافل مع بعضها بنية واحدة فهذا يصح تداخله .
وعلى هذا أميل إلى : أن النية في صيام القضاء لا تتداخل مع صيام النوافل لأن القضاء أصله من فرض وهو شهر رمضان فينويه قضاء لكونه دينا عليه ولأنه مقصود لذاته .