سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحكمة من صيام شعبان هي ما جاء في الحديث الذي رواه الإمام النسائي بسند صحيح من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)
وروى الإمام البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله، وروى الإمام أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) حسنه الشيخ الألباني.
الحديث الأول فيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان والمراد بقولها يصوم شعبان كله أي معظمه لأن الأكثر يقوم مقام الكل ويؤيد هذا حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً قط غير رمضان). أما الحديث الثاني فهو النهي عن الصيام بعد النصف من شعبان فكيف نوفق بين صيام أكثر شعبان وبين النهي الوارد في الحديث ؟ ندفع هذا بما جاء من الاستثناء بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم) ومعنى ( كان يصوم صومه فليصم) أي كان له من النفل اعتاد عليه كصيام التطوع وكذلك يدخل في هذا صيام نذر أو كفارة أو قضاء وأهل الأصول يقولون العام القطعي لا يبطل الخاص الظني ولا يعارضه.