سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش) (http://www.essanet.org/fatawa/index.php)
-   أسئلة متنوعه (http://www.essanet.org/fatawa/forumdisplay.php?f=7)
-   -   سؤال (http://www.essanet.org/fatawa/showthread.php?t=35175)

اسلامي عزتي 01-29-2021 03:44 PM

سؤال
 
السلام عليكم
هل الأحكام الشرعية كمثل أن يحكم الحاكم ذكر وليس أنثى وأحكام صلة الرحم والنوافل وقضاء الصلوات والحجاب وغيرها فقط للإنس أم للجن كذلك ؟
صديقتي تقول أن الأحكام الشرعية تبدو أنها تخاطب الإنس غالباً وقليلاً ما تخاطب الجن، أنا شخصيا لاحظت أن الله يخاطب الإنسان غالباً ولكن في الأحكام الشرعية لا أتذكر شيء ... قالت لي أنه ربما يجوز عند الجن أن تحكم إمرأة مثلا عكس الإنس وغيرها من الأحكام الشرعية للإنس فقط فهل هذا صحيح ؟ هل يعني أن مثلا لا يجب عليهم صلة الرحم ولا زكاة وغيرها من أمور الدين ليست مثلنا؟
لأني ظننت أن الأوامر الشرعية والنواهي للمسلمين كافة ولا فرق بيننا في التكليف الشرعي.

الشيخ عيسى 02-02-2021 01:17 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أفيدك أن الجن قد أمروا بالعبادات الشرعية كما جاء الأمر للأنس قال الله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
فهذه الآية تقدم فيها ذكر فيها ذكر الجن على الإنس في الأمر بالعبادة وهذا يدل على التكليف .
وفي آخر سورة الأحقاف قال الله تعالى ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
وهذه الآية دالة على أن الجن أمروا بالتكليف لأن الله تعالى صرفهم ليسمعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن وبيان أحكامه وتوعدهم إذا لم يسمعوا أو يطيعوا .
وسبب نزول هذه الآيات أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعوا الناس إلى الإسلام فلم يجبه أحد ولم يجد أحد يقبله ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعاً يقال له وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قرائته صلى الله عليه وسلم (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )
فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وآمنوا وعلمهم شرائع الإسلام فأنزل الله على نبيه ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) وأيضاً في قول الله تعالى (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ) قال الإمام ابن تيمة رحمه الله الجن مأمورون ومنهيون كالإنس وقد بعث الله الرسل من الإنس إليهم وإلى الإنس وأمر الجميع الجميع بطاعة الرسل . قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله الجن عند الجماعة مكلفون مخطبون لقول الله تعالى ( فبأي ألاء ربكما تكذبان ) وأيضاً في قول الله تعالى ( وإن من امة إلا خلا فيها نذير ) وفي قول الله تعالى (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ )
وأيضاً مما يدل على أن الحساب في الحشر يشمل الجن لوجود التكليف السابق الذي وصلهم وأنذروا به قال الله تعالى (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ ) فالجن أرسل إليهم من ينذرهم ولذلك حكى الله عنهم أنهم قالوا (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا )


الساعة الآن 12:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.