سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش) (http://www.essanet.org/fatawa/index.php)
-   مسائل العقيدة (http://www.essanet.org/fatawa/forumdisplay.php?f=20)
-   -   مابين العلاج السلوكي وبين الإنتهاء التام والتجاهل أفتوني (http://www.essanet.org/fatawa/showthread.php?t=35393)

عبدالعزيز محمد 09-22-2023 02:11 PM

مابين العلاج السلوكي وبين الإنتهاء التام والتجاهل أفتوني
 
انا اصبت بوسواس العقيدة فكنت مدة طويلة للأسف بسبب أي فكرة أو موقف او حتى لو تعمدت التفكير او استرسلت مع الوساوس الكفرية وصدقتها للاسف اذهب مباشرة واجدد اسلامي وانطق الشهادتين واغتسل وهكذا ثم بعد النطق والاغتسال تاتي فكرة وسواسية ثم اعيد الكرة في النطق بالشهادتين والغسل وتجديد الاسلام وكل ما جائتني هجمة وسواسية كررت الطقوس هاذه وثم هدء الوسواس لفترة وبعد زمن قال لي انك لم تتشهد آخر مرة وانت الان كافر، بعدها بدأت العلاج السلوكي عند المعالجين النفسيين والشيوخ وادركت انني من الاساس أنا مسلم وموحد ومؤمن ولا كان من الأساس يلزمني كل هذه المرات من نطق الشهادتين والغسل وتجديد الاسلام وانا اعتبرت ان لا عبرة ولا محل لها واعتبرت كل مرات التشهد والاغتسال وتجديد الاسلام مجرد طقوس لا عبرة لها ولا ترتب حكم باعتباري موسوس وكأن لم تكن و كل مافعلته حتى وان كان تعمدا خلال فترة المرض من تعمد افكار واسترسال وغيره كلها سيعفو الله عنها باذن الله لانني مريض والله وحده يعلم بتلك الايام
فهل ما فعلت صحيح لأنني اخذت عهدا على نفسي وخلال علاجي السلوكي وتطبيق تعليمات الشيوخ والمعالجين أنني سأتجاهل كل شيء متعلق بوسواس العقيدة وأولها طقوسه التي كنت أقوم بها من غسل وشهادتين وتجديد إسلام وغيره وان كل طقس قمت به لن يرتب علي حكما واني أؤجر بمجاهدتي هاذه فهل تصرفي صحيح ؟

الشيخ عيسى 12-12-2023 12:46 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما كان من هذه الوساوس القهرية عليك قد تعذر به لأن التصرفات ليست من مرادك وإنما هي بسبب الوسواس القهري المتسلط عليك
كل هذا من الوساوس التي يجب دفعها عنك بالإستعاذة بالله تعالى منها فمرض الوسواس يدخل على الإنسان من باب التشكيك في العقيدة أو في العبادات أو في الوضوء أو في الإغتسال لأن الشيطان يريد إشغال المسلم عن دينه وأوامر ربه ثم هو يأتي لا لأنك أخطأت إنما يأتيك لأنك أصبت فيجعلك مشغولاً في تفكيرك بل في سائر تصرفاتك فيخطر لك الخطرات وعلى هذا على المؤمن أن يصرف عنه هذا الكيد وهذه الوساوس فإن الشيطان يأتي للإنسان ويزين له ويشوش عليه في العقيدة كما جاء في الحديث الصيحيح (يأتي الشيطان أحدكم فيقول له من خلق هذا ؟ من خلق هذا ؟ حتى يقول من خلق الله ؟ فمن وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته )
بل إن الشيطان قد يأتي ليشوش على الإيمان فبعض الصحابة رضي الله عنهم شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمراً يجدونه في نفوسهم ما يستطيعوا أن يتكلموا به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم : (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة )
وإن مدافعة الوسواس الشيطاني هي من الإيمان لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : ( وقد وجتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذلك صريح الإيمان ) خرجه مسلم رحمه الله .
فإن هذه الوسوسة التي قد تحتدم مع الإنسان فيحصل الشك في صدره فعليه أن يحارب ذلك بسلاح التوحيد فإن ابن عباس رضي الله عنهما جاءه رجل اسمه زميل فقال له : ( يا ابن عباس ما شيء أجده في صدري ؟ قال وما هو ؟ قال : قلت والله لا أتكلم به . فقال ابن عباس أشيء في شك ؟ قلت : بلا . فقال ابن عباس : ما نجا من ذلك أحد . فإذا وجدت في نفسك شيئاً فقل : ( هو الله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )
فرضي الله عن ابن عباس فهذا توجيه يراد منه التسلح بسلاح العقيدة والإيمان لطرد وساوس الشيطان .
فالوسواس القهري إرادة عصيبة متسلطة بحالة من الأفكار التي تجتمع مع القلق النفسي لتكون نزعات غريبة من الأفكار والخواطر لدى الإنسان مع أنه لا يريدها ويرتضيها لمخالفتها للفطرة إلا أنه مستسلم لها لأنها قهرية باندفاعها عليه حيث تعصف به مع اعترافه أنها وساوس نشأت لديه حرصاً على الدين لكن جنحت به حتى صارت في صلاته ووضوئه واغتساله وربما في أمور عقيدته وقد تنشأ هذه الوساوس خطرات من الأفكار التي تولد عقدة المبالغة الشديدة في النظافة خشية الأمراض حيث يوسوس فيما يأكله وما يشربه بل قد يوسوس فيما يضع الطعام فيه هل هو نظيف أم لا وكذلك وسواس الخوف من الأمراض غير المعقول .
فعلاج هذه الوساوس بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه هو العلاج السلوكي وهو معاندة هذه الوساوس ومحاولة المقاومة لصدها و إغلاق بابها واستبدالها بخواطر جميلة وهذا يحتاج إلى الصبر والمصابرة وعند عدم التخلص منها لا يمنع للمسلم أن يعرض نفسه لطبيب نفسي ليدرس حالته


الساعة الآن 05:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.