تأنيب الضمير يقتلني
 

السلام عليكم يا شيخ ,
سأدخل في الموضوع مباشرة , ذلك الموضوع الذي سحب النوم من عيني
أنا أستاذة جامعية , عمري 35 سنة مُتزوجة و مطلقة و أم لطفلة عمرها سبع سنوات
زوجي توفي بعد شهر من طلاقنا
المهم , لقد تعرضت لسحر من طرف جارنا و أمه و لا أزال اُعالج منه ليومنا هذا
الغرض من السحر كان تطليقي لأن جارنا كان يريد الزواج بي و أنا رفضت
كنت دائما أدعي عليهم لأنهم خربوا حياتي و يتمو إبنتي
قبل حوالي أسبوع دوعت عليهما بالموت و قلت يا ربي خذ روحهما اليوم قبل غد
تفاجأت مساء نفس اليوم بسماع الصراخ في منزل الجيران
أسرعت إلى هناك كما فعل كل سكان العمارة
وجدت جارتي مُمدّدة أرضا و بناتها الثلاث حولها تتباكين و تندبان وجهها و تصرخن أمي ماتت أمي ماتت و كان جاري مصدوما و هو يشاهد أمه ميتة
بعد الجنازة و الدفن طلبت مني بناتها البريئات أن أقضي اليلة عندهنّ
وفي الليل كنت أحاول مُواساتهنّ فعانقتني إحداهنّ و هي تبكي و تقول : أمي ماتت , تركتني وحيدة , أصبحت يتيمة الأبوين ( لأن والدهم توفي منذ الصغر) و أخذت تبكي و تقول : لا أدري كيف حدث هذا , لم تكن مريضة و لا تشتكي من شيء , هنا تذكّرت دعوتي عليها , تذكرت أني دعوت أن تموت اليوم , كيف إستطعت فعل أمر كهذا , تمنيت لو أني مُت قبل أن أتلفظ بهذه الدعوة , البنات اللواتي لا ذنب لهنّ تتألمن بسببيي , كيف يسامحني الله و أنا قاتلة , كيف سأعيش حياتي المتبقية و في رقبتي روح أنا قاتلتها , يا ريتني لم أدعي , يا ريتني واصلت التعذب دون أن أدعي عليها , يا ريتني مت أنا مكانها , لم أستطع مُسامحة نفسي و لا أستطيع النظر في عيننين البنات , صرت أتهرّب منهنّ منذ أسبوع
في صباح اليوم قررت الإنتحار لكن حبي لإبنتي و خوفي عليها منعني من ذلك
أفكر في الذهاب للشرطة و أخبرهم بأني وضعت لها سمّا أو أي شيء يؤدي إلى وفاتها , هكذا سأُعاقب و سيرتاح ضميري
أرجوك يا شيخ , ماذا أفعل ؟ هل علي كفارة ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا يومها الذي كتب الله عز وجل لها أن تموت فيه ولا شيء عليك فالدعاء يجوز على من ظلم إذا تأكد المظلوم أنه ظلم من فلان لحديث ( اتقوا دعوة المظلوم )
وفي هذه الحالة عليك بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة والاهتمام ببناتها براً واحساناً وتعاوناً على البر والتقوى .